شهر ينتظره مسلمو العالم كله، فهو يأتي غالبا بالخير والبهجة معه، يرسم البسمة على وجوه الجميع، لا جوع ولا عطش، فالفقير يجد قوته أما الغنى فيجد فرحته فى التقرب إلى الله ومد يد العون للمحتاجين، هكذا يسير شهر رمضان فى العالم كله.
في أفريقيا وتحديدا في بوركينا فاسو نجد أن الاحتفال بشهر رمضان الكريم يكون له مذاقه الخاص، حيث الحركة المفعمة بالحيوية، فيقوم الشعب فى بوركينا فاسو بشراء المواد الغذائية وتحضير السلع التي سيتم استخدامها فى رمضان، ولكن الأمر الغريب الذي يحدث في بوركينا فاسو لن تجده إلا في هذا البلد الأفريقي.
ومن الغرائب المتعلقة بالاستعداد لهذا الشهر الكريم، إقبال كثير من الشباب على الزواج قبل حلول الشهر المبارك وذلك تيمنا بالزواج فيه، حتى أننا نجد حفلات زواج جماعية، خاصة فى نهاية شهر شعبان.
أما العادات الأخرى التي تتميز بها بوركينا فاسو فى رمضان، فهى أن معظم الطرقات تتحول لمحال مؤقتة لبيع مستلزمات شهر رمضان فتجد السيدات عن أكثر مشاركة في عمليات البيع.
ومن العادات التي يمكن اعتبارها مظهرًا للاحتفاء بشهر رمضان في “بوركينا فاسو”، ما يقوم به الأطفال في ليالي رمضان من التمثيليات الغريبة التي تسمى “يوغورو”، ويجوبون بها الطرقات والأزقة، ويقفون أمام البيوت، فيقوم أحدهم بالرقص بشكل غريب وزملاؤه ينشدون له، ولا يكفون؛ حتى يُعطيهم رب البيت مبلغًا من المال، ثم ينتقلوا إلى دار أخرى في فرح وغناء، ويقومون بذلك كل ليلة من ليالي رمضان.
وتظهر في هذا الشهر الكريم مظاهر التكافل الاجتماعي بين المسلمين في بوركينافاسو، فأصحاب الحاجات مثل الفقراء والمساكين ينعمون خلال هذا الشهر من المحسنين ليشارك الجميع بالفرح.
ومن عادات المسلمين في بوركينافاسو عند الإفطار أنَّه يأتون بالتمور وماءً أبيض اسمه (زووم كووم) بالموسي و(مُجُ جيي) بالديولا، وهذا الماء يكون ممزوجًا من السميد الناعم بأنواعها: سميد ذرة سميد أرز، وكذلك (ميسجو) بالموسي و(وُوميي) بالديولا، يصنعونه من أرز وذرة.
