شلالات كفريدة تلطف الجو الحار بعاصمة الحماديين

بجاية هذه الشمعة التي لطالما أضاءت بنور جمالها، وسحر روعتها سماء عاصمة الحماديين، وجذبت إليها أنظار المستكشفين والعاشقين لجمال طبيعتها العذراء.
«الشعب» تقف عند هذا الجمال وترصد الجو الصيفي بشلالات كفريدة.
فعندما تمتزج زرقة البحر مع الرمال الذهبية على الساحل الشرقي، ومع الخليج الصخري على الساحل الغربي، تنكشف لنا روعة شواطئها التي تجذب إليها هواة السباحة وعشّاق الصيد والتأمل.
وخلف هذه الشواطئ، تبرز تلك الجبال الشامخة، ذات القمم العالية المكسوة بغطاء أخضر دائم يسرّ الناظرين، وهي جبال غاية في الروعة والجمال، تفتح ذراعيها لمحبي السياحة الجبلية، نظرا لما تزخر به من مقومات طبيعية ومواقع رائعة تستهوي السياح وتدعوهم لاستكشافها.
من بين أبرز المناطق السياحية الطبيعية، التي انشقت من قلب جبال بجاية الشرقية، شلال كفريدة ذو المياه الطبيعية الباردة، وكفريدة مصطلح من أصل روماني معناه «الينبوع الجديد الطازج»، هذا الشلال الذي لطالما سحر زائريه بارتفاعه الذي يراوح الـ 50 مترا، مياهه التي تتدفق على شبه بحيرة بقطر يقارب الـ 20 مترا، إذ يعتبر هذا الشلال من أطول شلالات الجزائر وأغزرها ماء.
يتواجد هذا الشلال داخل غابة ساحرة، على منحدر جبل مزين بغطاء نباتي جد متنوع، من أشجار الصنوبر والزيتون، والتي منحت المكان جمالا خاصا، وما زاده روعة ذلك التزاوج بين الخضرة وصفاء مياهه العذبة.
يقع الشلال بالقرب من قرية تُدعى «آيت ادريس»، في بلدية تاسكريوت في دائرة درقينة، والذي يبعد بمسيرة 40 دقيقة عن مدينة بجاية، حيث يصنف القائمون على قطاع السياحة في ولاية بجاية هذا الشلال، كقطب سياحي هام إذ يجذب آلاف السياح سنويا من عشاق الطبيعة الهادئة، سواء من داخل الوطن أو خارجه، والذين يتوافدون على المكان للاستجمام والاستمتاع بالهواء المنعش الذي يوفره.
الزائر للمكان لا يمكنه مغادرته دون أن يحظى بتذكار يأخذه معه، ليُبقِيَ ذكرى الشلال وسحر المكان محفوران في ذهنه، وذلك باقتناء ما يعرضه الباعة، من أواني وحلي تقليدية تزخر وتجود بها المنطقة.
وبالرغم من أن السياحة الجبلية لم ترق إلى تطلعات السياح، رغم ما تزخر به من مواقع تصنف من أجمل الأماكن في الجزائر، وبالرغم من النقائص الكثيرة التي يشتكي منها زوّار الموقع، كغياب مرافق الاستقبال وانعدام أدنى شروط الراحة، يبقى شلال كفريدة من أهم المواقع السياحية في بجاية، وطبيعته هي الأكثر عذرية واخضرارا، ومياهه التي تنحسر من الينابيع التي تشقّ الجبل هي الأكثر عذوبة ونقاء، زادت المكان رونقا وسحرا وجمالا.