13 ألف حرفي يدعمون الاقتصاد المحلي بتيزي وزو

المواد الأولية ما تزال مفقودة

تيزي وزو: ز ــ كمال

يعتبر قطاع الصناعة التقليدية والحرف من القطاعات الاقتصادية الأساسية الذي يلقى المزيد من الاهتمام والإقبال من قبل المواطنين بولاية تيزي وزو، خاصة فئة الشباب والمرأة بفضل برنامج الدعم والمرافقة، حيث يلقى النشاط إقبالا مستمرا وصل إلى حدود 13 ألف حرفي مسجل بغرفة الصناعة التقليدية، يمارسون عملهم في مختلف الأنشطة المعروفة على مستوى الولاية خاصة منها صناعة الفضة والحلي، الفخار، صناعة الزربية وعدد من المهن التقليدية الأخرى المعروفة محليا، والمساهمة في خلق عشرات مناصب الشغل.

تشتهر ولاية تيزي وزو بأنشطتها التقليدية والحرف التي لا تزال تمارس وسط العائلات، خاصة بالمناطق الريفية التي ظلت متوارثة بين الأجيال وتشكّل مصدر دخل رئيسي للكثير من الأفراد والفئات الاجتماعية توسّعت في السنين الأخيرة إلى فئة الشباب، الذين اقتحموا هذا النشاط في محاولة لطرح أفكارهم الإبداعية والاستفادة من أجهزة الدعم المحلية لإنشاء مؤسسات مصغرة، ومختلف أساليب التشجيع والمرافقة التي سطرتها الدولة لمساعدة الحرفيين، وتجاوز عقبات مصلحة الضرائب والتأمين الاجتماعي،  كما كان للمرأة دورا كبيرا أيضا في ترقية النشاط وولوجها بقوة عبر تخصصات تقليدية معروفة بالمنطقة كصناعة النسيج، الزربية، وغيرها من الأنشطة التي ساهمت المرأة في الحفاظ عليه وحمايته من الاندثار.
ويبقى نشاط صناعة الحلي والفضة من الحرف الأكثر حضورا والأكثر رمزية بولاية تيزي وزوالمعروفة وطنيا باحتضانها لهذه الحرفة وشهرتها من حيث الجودة والإتقان، حيث تحصي غرفة الصناعة التقليدية ما يقارب 600 حرفي يمثلون نصف عدد الحرفيين الناشطين في هذه المهنة وطنيا يمارسون عملهم عبر عدة مناطق بالولاية لكن تبقى أبرزها بلدية اث يني رمز صناعة الحلي محليا ووطنيا، مع ظهور مناطق جديدة اقتحمت هذا المجال بمنتجات راقية وبأشكال إبداعية متنوعة على غرار منطقة فريحة، بوغني وغيرها من المناطق التي تحاول ترقية وإثراء النشاط والحفاظ على عليه كعلامة مسجلة تبقى مرجعا وطنيا بالنسبة للحرفيين.
مع ذلك ورغم كل هذه المجهودات المبذولة لتطوير المهنة وتسهيل عملية تداولها بين الأجيال، تبقى الكثير من العقبات تواجه الحرفيين بولاية تيزي كغيرها من ولايات الوطن حسب ممثلي هذه الشعبة، يأتي على رأسها أزمة التموين بالمادة الأولية لإنتاج مختلف الصناعة والحرف من بينها صناعة الحلي والفضة رغم تطمينات الوزارة الوصية بتجاوز هذه الانشغالات، ومطلب الاستفادة من الدعم المادي والمالي عن طريق الصندوق الوطني لترقية نشاطات الصناعة التقليدية لكل الحرفيين في شتى الأنشطة الحرفية للمساهمة في ترقية هذه الصناعة.
إضافة إلى مشاكل أخرى عديدة لا تزال تعترض طريق المهنيين منها مشكل تسويق المنتوج، ونقص فضاءات العروض والبيع التي تقتصر في الغالب على بعض التظاهرات وفترة موسم الاصطياف، تسطير برامج تكوين متواصلة ومساعدة الحرفيين في تجاوز مشكل الضرائب والتغطية الاجتماعية على مستوى صندوق “كاسنوس”، الذي يبقى من الانشغالات الرئيسية بالنظر إلى الارتفاع المستمر لمبلغ الاشتراك السنوي الذي لا يقل عن 60 ألف ينار. 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19450

العدد 19450

السبت 20 أفريل 2024