مصنّفة في الخانة الحمراء

61عائلة تعاني بحي “الأشلام” أو العالية ببواسماعيل

تيبازة: علاء ــ م

لايزال سكان حي الأشلام بمدينة بواسماعيل بولاية تيبازة يئنّون تحت وطاة تآكل عدة أجزاء من العمارة المهترئة أصلا، والتي يقيمون بها منذ العهد الكولونيالي، ولم تشفع لهم عملية تصنيفها ضمن البنايات المعرّضة لخطر الانهيار من طرف هيئة المراقبة التقنية للبناء، قصد التفات السلطات العمومية إليهم لإعادة إسكانهم في بيوت لائقة.

ويؤكّد العديد من سكان العمارة العتيقة الذين جمعتنا بهم دردشة طويلة بشأن ظروف الاقامة وطريقة تعامل السلطات معهم، على أنّ هذه الأخيرة وعدتهم قبل 7 أشهر بالترحيل في ظرف لا يتجاوز عتبة الثلاثة أشهر، غير أنّ 7 أشهر كاملة تكون قد مرّت إلى غاية الساعة دون أن تبرز في الأفق بوادر الترحيل من السكنات المرعبة و الموحشة إلى سكنات لائقة، كما يؤكّد هؤلاء على أنّ السكنات الجديدة التي وعدوا بها بحي 5 شهداء أو حي “لامبار” انتهت بها الأشغال منذ فترة طويلة ولم تبق منها سوى بعض أجزاء التهيئة الخارجية، إلا أنّ السلطات لم تتحرك بالسرعة المطلوبة لاستدراك تأخر دام 34 سنة كاملة، بحيث تم تصنيف العمارة في خانة الخطر عقب زلزال الأصنام أو الشلف سنة ١٩٨٠ مباشرة، وزادت المؤثرات الطبيعية المختلفة من اهتراء العمارة على مدار عقود من الزمن، ذاق خلالها المقيمون بها الويلات  والمعاناة في صمت رهيب دون أن تضع انشغالاتهم ضمن أولوياتها المستعجلة، الأمر الذي أرغم العديد من شباب العمارة العجوز على تدوين عدة عبارات على جدران بيوتهم تذكّر بالوعود الكاذبة المقدمة من طرف السلطات المحلية عقب تسرب اليأس إلى قلوبهم.
وفي ذات السياق، أكّد العديد من سكان العمارة على أنّ الجهات المعنية بالمراقبة التقنية للبناء كانت قد صنّفت العمارة في أكثر من مناسبة ضمن الخانة الحمراء،
وحذّرت من مغبة المكوث بها باعتبارها مهددة بالسقوط  والانهيار في أية لحظة لاسيما بفعل المؤثرات الطبيعية المختلفة، ومن ثمّ فقد تسرّب الرعب والهلع الى هؤلاء في ظلّ التآكل المتواصل للاسمنت المسلح الذي شيدت به العمارة منذ عدة عقود من الزمن، ناهيك عن تفتت القضبان الحديدية التي لم تعد تقاوم تأثيرات المحيط الخارجي على الاطلاق، لاسيما تلك التي تشكل أساسات العمارة، كما تشهد العديد من أسقف البيوت تشققات مثيرة للتخوف
والتساؤل، ناهيك عن تسرب المياه الى أقبية العمارة، ومساهمتها المباشرة في تعفين الوضع ورفع نسبة الاهترائية إلى حد أقصى، غير أنّ معاناة سكان عمارة العالية لا تتوقف عند هذا الحد بل تتجاوز ذلك بكثير بالنظر الى تدفق المياه القذرة عبر الجدران الخارجية، وانتشار النفايات التي يعج بها الموقع، ما ساهم إلى حد بعيد في جلب الحشرات اللاسعة الناقلة لأمراض شتى، وانتشار روائح كريهة لا تطاق ولا تحتمل على مدار أيام السنة.
وقد اضطرت بعض ربات البيوت إلى سدّ جميع منافذ التهوية لمنع تسرب الروائح الكريهة، الأمر الذي يترجم درجة جد متقدمة من المعاناة ومرارة العيش.
وأكّد بعض السكان على أنّ العديد من أبنائهم أصيبوا خلال السنوات الأخيرة  بامراض تنفسية خطيرة بفعل كثرة الرطوبة وتعفن المحيط البيئي داخل البيوت وخارجها، وأبدى هؤلاء تخوفا كبيرا من الاصابة بالأمراض المتنقلة عن طريق المياه بفعل اختلاط محتمل للماء الشروب مع المياه القذرة المتسربة عبر جدران العمارة وعبر أقبيتها المتآكلة. ولا يزال هؤلاء ينتظرون لفتة طيبة وإشارة جادة من السلطات المعنية.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024