بسبب تزايد الطلب عليها:

أسعارخياليـــة بالعاصمــة وضواحيهـا

الجزائر: سارة بوسنة

تعد مهمة البحث عن شقق للكراء في الجزائر العاصمة من أعقد  المهمات واكثرها تكلفة  نتيجة تضاعف أسعار الايجار من يوم إلى آخر ،إذ أصبحت العائلات العاصمية غير قادرة على مجاراة  نسق هذا الارتفاع الجنوني للأسعار الحالية.
تلقي أغلب العائلات المعنية بالكراء باللوم على أصحاب المنازل والمساكن أو من يعرفون بالملاك  حيث يعتبرونهم السبب الرئيسي في ارتفاع أسعار الكراء هذا ماصرحت لنا به سارة /س”يحاول بعض الملاك استغلال أزمة السكن للطلب المتزايد على الايجار للرفع في أسعار كراء الشقق دون أخذ بعين الاعتبار القدرة المالية للمواطن وفي كثير من الأحيان يطلبون أجرة كراء تفوق قيمة الراتب الشهري ويفرضون توفير مبلغ مسبق أو ضمان”مشيرة أن بعضهم يجد في الكراء مصدر دخل له “
 إضافة إلى مسؤولية الملاك ألقى كريم أحد المستأجرين  اللوم على  السماسرة  لأنهم يتسببون في ارتفاع أسعار الإيجار بالجزائر، خاصة أنهم يعملون عمل الوكالة العقارية وينافسونها ، حيث يسعون لإيجاد شقق ومحلات وفيلات ويتعرفون على أصاحبها ويعملون عمل الوسيط بين الزبون وصاحب العقار، الأمر الذي ولد منافسة شديدة بينهم وبين أصحاب الوكالة العقارية من أجل كسب الزبائن إليهم، فنجد أن السمسار يطلب قيمة أقل من التي تطلبها الوكالة العقارية”
من جهته أوضح عمي محمد بأن  السماسرة ومختلف الوكالات العقارية زادوا في إشعال نار الأسعار وبقي القطاع يشكو من قلة المراقبة وهو مفتوح لمن هبّ ودبّ لتحقيق أرباح على حساب المواطن المحتاج “،في حين اعتبر ك/سلميان كثرة الطلب على الأماكن التي تتوفّر فيها ظروف عيش أفضل وأرقى سبب ارتفاع أسعار الكراء قائلا بأن “أغلب العائلات تحرص على السكن في الأماكن التي تتوفّر فيها ظروف تدريس ملائمة لأطفالهم “
بدوره أكد  حميد /ب على أن ارتفاع الأسعار يرتبط بكثرة الطلب والشقق والمساكن هي سلعة تخضع لقاعدة السوق العرض والطلب”

وللرد على هذه  الاتهامات التى تعرض لها الملاك والسماسرة استفسرت  “الشعب “بعضا منهم للرد على الاتهامات الموجهة إليهم،وفي هذا الشأن صرح لنا أحد الملاك قائلا “كل أسعار المواد الغدائية ومتطلبات الحياة العصرية ارتفعت لذا علينا مجاراة هذا الارتفاع ثم إننا لسنا جشعين كما يعتقد البعض نحن نحاول توفير مبلغ مالي شهري لمجابهة مصاريف الحياة اليومية “ليضيف “الباحث عن الايجار مخير إذ بإمكانه إن لم يعجبه سعر المسكن البحث عن مساكن أخرى “ .
من جانبه أكد لنا برحال كمال صاحب وكالة عقارية ببلدية جسر قسنطينة أن الأسباب الرئيسية لغلاء الإيجار بالجزائر يعود بالأساس إلى الاختالات التي يعرفها سوق العقار بالجزائر الذي لاتتحكم فيه أية ضوابط قانونية، خاصة وأن الكراء هنا لايتقيد بقوانين، كما اعتبر أن السبب في الغلاء راجع للإقبال الكبير للجزائريين على الكراء في السنوات الأخيرة، وهو ما أدى إلى إرتفاع في الطلب والذي قابله نقص في العرض.
 وأكد عبد الكريم  عويدات رئيس الفدرالية الوطنية للوكالات العقارية أن الجزائر تعاني من أزمة سكن حادة ما جعل العديد من المواطنين يلجأون للكراء ،ومن هذا المنطلق ارتفعت أسعار كراء المساكن والشقق فهي تتراوح حاليا ما بين 28 ألف دينار  و35  ألف دينار للشهر، وتصل في وسط المدينة والأماكن الراقية إلى حدود 40 ألف دينار للشقة التي بها غرفتين، مرجعا السبب إلى الفوضى التي يعيشها سوق العقار بالجزائر والذي لا تتحكم فيه أية ضوابط، و ليست هناك احترافية، كون أن السوق الموازية هي التي تتحكم في هذا القطاع، والتي تمثل 50٪ منه”.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024