تحاصرهم الحفر الصحية وظروف قاسية ببيوت قصديرية 

24 عائلة تتقاسم معيشتها مع الجرذان بزلاقة بمعسكر

معسكر: أم الخير - س

تناشد 24 أسرة شديدة العوز، السلطات العمومية لمعسكر إنصافها ورفع الغبن عنها، نتيجة المعاناة التي يتكبدونها داخل بيوت قصديرية أقيمت على أنقاض مزرعة تعود للعهد الاستعماري بالمجمّع السكني زلاقة التابع إداريا لبلدية مطمور.

 

 لم تعد الوعود الانتخابية تغذي أحلام سكان مزرعة «فانسا» بزلاقة، بعد أن بطلت وعود المنتخبين المحليين السابقين بترحيلهم إلى سكنات لائقة، لمجرد التجديد الذي عرفته المجالس المحلية المنتخبة حديثا. 

يأمل سكان مزرعة «فانسا» البالغ عددهم 24 أسرة مصنفة في ادنى درجات الفقر والعوز، أن تجد صرختهم صداها في آذان المسؤوليين المحليين، ويناشد هؤلاء المواطنين البسطاء السلطات العمومية من أجل وضع حد من معاناتهم التي طال أمدها وتزيد شدتها صيفا وشتاءً. 

وتتشابه معاناة كل الأسر التي اتخذت من أطلال محتشد استعماري مسكنا لها، حيث تحيط بهم الحفر الصحية ومجاري المياه القذرة من كل جانب، ولا يمنعها مانع من التدفق في غرف نومهم الباردة ذات الأسقف القصديرية، كما تتشارك بعض الأسر في هذا الحي القصديري منابع المياه التي لم تسلم من التسربات والاعطاب، فضلا عن مقربتها من الحفر الصحية وبرك الأوحال والمياه المستعملة، ما يشكل تهديدا على صحة وسلامة نحو 80 ساكنا بالمجمع القصديري، في حال اختلاط وتلوث مياه الشرب.

ولا تقف معاناة سكان مزرعة «فانسا» بقرية زلاقة عند الحفر الصحية ومجاري الصرف الصحي التي تحاصرهم من كل جانب، بل تصل إلى أخطار أخرى تحدق بهم، من الحيوانات التي تقاسمهم العيش في هذا المجمع السكني، بداية من الحيوانات الأليفة والداجنة التي يستغلونها لمواجهة أعباء الحياة وتوفير مأكلهم وحاجياتهم، إلى الأفاعي والجرذان التي تهاجمهم بين الحين والآخر، مخلفة ذعرا بين صغار الحي، الذين لا يجدون مكانا للعب سوى فضاء ترمى فيه القمامة المنزلية يحاذي أراضي فلاحية بجانب المجمع القصديري. 

في الموضوع، لم يبخل رئيس بلدية مطمور بتفقد سكان الموقع القصديري، غير أن السكان فقدوا الثقة في كلمات المواساة والطمأنة، وصار همهم الوحيد إيجاد حل لوضعهم المعيشي.

وقال رئيس بلدية مطمور، الياس تقار، إنه سيرفع انشغال هؤلاء المواطنين، ويحاول اقتراح انجاز مجمع سكني ريفي في الموقع، على أساس أن يحظى الاقتراح بقبول السلطات العمومية، وتسجيله ضمن برامجها التنموية الخاصة بالسكن.

ولا يفضل سكان الحي نمطا سكنيا عن الآخر، لكنهم سيرضون بالسكن اللائق للحد من معاناتهم وظروفهم القاسية، في ظل وجود حلول عديدة، منها القطب الحضري بوجلال قادة بمطمور، الذي يتوفر على حصة معتبرة من السكنات - الجاهزة - الموجهة للقضاء على السكن الهش.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024