واقع مخيف ينذر بنتائج سلبية ببسكرة

الجفاف يحيل العشرات على البطالة بزريبة الوادي

بسكرة :عمر بن سعيد

 

كشفت فعاليات صالون المنتوجات الفلاحية وترقية الصادرات الذي احتضنته بسكرة، عن واقع مخيف ينذر بنتائج سلبية تمس مستقبل الفلاحة بالولاية، حيث عجز الفلاحون الصغار من المشاركة في الصالون بسبب عدم قدرتهم تأجير مساحات لعرض منتوجاتهم، وبرر عدد منهم ذلك بارتفاع تكلفة عوامل الإنتاج وازدياد معوقات تطور الإنتاج، لاسيما ظاهرة الجفاف المستمرة، منذ عدة مواسم.

العديد من الفلا حين عبر مناطق مختلفة بالولاية يشتكون من صعوبات ومشاكل تعترض طريقهم وتحد من إمكانية مواصلة نشاطهم الإنتاجي، وتتركز هذه الانشغالات التي يعتبرونها مصيرية في ظاهرة الجفاف ونقص مياه السقي وصعوبة الحصول على تراخيص تنقيب أو ترميم الآبار وكذا انعدام الكهرباء الفلاحية في بعض المحيطات المنتجة، وانعدام المسالك الفلاحية.
لكنّ أخطر ما يخيف الفلاحين الجفاف الذي ضرب بقوة، وأحال البعض على البطالة أو البحث عن عمل يومي على قلته، وحول البعض الأخر إلى فئات هشة لا تكاد تجد ما تنفقه، حيث لاحظنا على مستوى قرى تابعة لبلدية زريبة الوادي مظاهر بؤس لانعدام مداخيل النشاط الفلاحي.
 ويرى أحد شباب بلدة اليانة أنّ الوضع لم يعد يطاق، فسكان القرية خاصة الشباب منهم يعتمدون على زراعة مادة الشعير التي تؤجر مساحاتها للموالين مقابل مبالغ محترمة، لكن خلال موسمين لم تنتج الأرض شيئا بفعل انعدام الأمطار وجفاف مجرى وادي العرب الذي يعتمد عليه الفلاحون الأقل قدرة ووسائل.
وتبقى أشجار النخيل بالقرية مهددة بالاندثار بعد مرور شهور طويلة بدون سقي وجفاف السواقي التي تتزود من مياه الوادي، ويضيف أنّ عددا قليلا يغامر بالحرث والبذر وهي مجازفة تعد نتائجها غير مؤكدة وقد تزيد من متاعب الفلاحين، خاصة وأنّ ظاهرة الجفاف مستمرة وأنّ زراعة الحبوب عن طريق مياه الأودية هي بحكم الفاشلة هذا الموسم بعد انتهاء شهر ديسمبر دون مياه أودية أو أمطار.
أحدهم أشار إلى مقاهي بلدية زريبة الوادي التي تزدحم بالشباب، وقد يوجد منهم من لا يملك ثمن فنجان قهوة، ويضيف أنّ الأمر المأساوي ينطبق على الموالين فسعر الشاة مع حملين صغيرين انخفض من 70ألف دينار إلى 20ألف دج لارتفاع تكاليف تربية الماشية التي كانت تعتمد على المراعي.
 كما أنّ ظاهرة “الجليد”ستؤثر سلبا على زراعة الخضروات، حيث يعمد الفلاحون إلى استعمال حلول بدائية للتقليل من حدة “الجليد” عن طريق حرق إطارات السيارات قبل طلوع شمس النهار.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024
العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024