جدّدت السلطات الولائية بباتنة حرصها الكبير على المضي قدما في تدوير المياه المستعملة وتعزيز استعمالها بعد تصفيتها في التنمية الفلاحية والصناعية، خاصة في ظل التحديات البيئية الكبيرة وشح الموارد المائية بالولاية، مع ضرورة مواصلة البحث عن الحلول المبتكرة المساهمة في توفير الموارد المائية، وذلك على هامش اليوم التقني الذي نظمته وحدة باتنة للديوان الوطني للتطهير حول استعمال المياه المصفاة.
بحث اليوم التقني حول إعادة استغلال المياه المصفاة المستعملة في أغراض فلاحية وصناعية، والذي عرف حضور جميع الفاعلين في الميدان، سبل تعزيز استعمال هذه المياه والوقوف على واقعها وتحدياتها الراهنة، خاصة في ظل استفادة الولاية من محطة جديدة لتصفية المياه بغلاف مالي ضخم يفوق 500 مليار سنتيم، من شأنها التكفل بانشغالات الفلاحين المائية.
اليوم التقني تم تنظيمه بمخبر البحث العلمي بجامعة باتنة 02، واعتبره والي باتنة محمد بن مالك الذي افتتح أشغاله فرصة لتبادل الخبرات بين المختصين والفاعلين في المجالين الفلاحي والصناعي، لبحث الحلول المبتكرة التي تسهم في تعزيز توفير الموارد المائية، مع تسليط الضوء على أهمية إعادة استعمال هذه المياه في الري الفلاحي، من خلال وضع خطة لإعادة استعمال المياه المصفاة ترتكز على محورين، يتعلّقان برفع نسبة المياه المصفاة وإعادة استعمالها، يضيف المتحدث.
وقد جدّد ذات المسؤول تأكيد التزامه لدعم مشاريع إعادة استخدام المياه المصفاة، وتوفير البنية التحتية اللازمة لتنفيذ هذه المشاريع بفعالية، داعيا إلى التعاون بين القطاعين العام والخاص لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتوفير المياه النظيفة.
من جهته مدير وحدة باتنة للديوان الوطني للتطهير السيد عمر بن فرحي، أكّد حرص الوحدة على تجسيد هذا التحدي والنجاح فيه لسقي المساحات الخضراء، وتموين المصانع عبر تحويل المياه المصفاة وإعادة استعمالها بجودة عالية، مؤكدا أنّ الوزارة الوصية والمديرية العامة للديوان الوطني للتطهير تولي أهمية كبرى لجانب التطهير، عبر تطوير وعصرنة هذه الخدمة من خلال إنجاز أنظمة التطهير وإنجاز وتوسعة شبكات الصرف الصحي، وذلك قصد حماية البيئة والمحيط وكذا الصحة العمومية.
ويعتبر إعادة استخدام المياه المصفاة حسب المتدخلين في فعاليات هذا اليوم التقني خيارًا مهما لتلبية مختلف الاحتياجات المائية، مؤكدين على أهمية التوعية بفوائد إعادة استخدام المياه المصفاة للأغراض الزراعية والصناعية والحد من تلوث المياه، وتعزيز الاستدامة البيئية حيث يتطلب النجاح في هذا المجال استراتيجيات فعالة تتضمن التشريعات الملائمة وتقنيات متطورة لمعالجة المياه.
