تحـــوّلت من أزمـــة وجــــود إلى فــــرص جاذبــــة للاستثمــــار

فضاءات التسلية..توجّهٌ جديد لتحقيق تنميـــــــــة مستدامــــــة

علـي عويـش

 

 

إقبـــال المتعاملين الخواص على اقتحام مجال الترفيـــه الموجّــــــــــــــــــــه للعائـــــلات

تُعدُّ فضاءات التسلية في الجزائر واحدةً من الوجهات المفضّلة للعائلات خاصةً في عطل نهاية الأسبوع، وقد شهدت هذه المرافق ازدياداً ملحوظاً من حيث العدد خلال السنوات القليلة الماضية، بفضل التوسّع العمراني واتساع رقعة المساحات المبنية داخل المدن، إلى جانب إقبال المستثمرين الخواص على اقتحام مجال الترفيه الموجّه للعائلات والأطفال نتيجة التسهيلات الإدارية الممنوحة من طرف الدولة في هذا المجال.

فضاءات التسلية في الجزائر ليست بالنشاط الجديد، غير أنّها انتعشت مؤخراً بفضل سياسة الدولة الرامية إلى فتح المجال أكثر للخواص من أجل المساهمة في مشاريع استثمارية تلبّي حاجيات المواطنين، هذا التوجّه الجديد، جاء بعد تسجيل عجز واضح في عدد الحدائق والمنتجعات في المدن الكبرى، ما نتج عنه امتعاض شديد من طرف المواطنين الذين يخرجون بميزانية متوسطة لقضاء أوقات ممتعة، غير أنهم يعودون لبيوتهم في آخر اليوم ساخطين خائبين.
وضعٌ اجتماعي دفع بالسلطات إلى فتح باب الاستثمار على مصراعيه، وفَتَحَ شهية رجال الأعمال لولوج هذا النشاط، في محاولة منهم لتغيير الوضع وخلق سياحة ترفيهية محلية تُرضي العائلات، مدفوعين في ذلك، بسلسلة من التسهيلات الإدارية وترسانة من القوانين التي شكّلت اللبنة الأولى للسياحة الترفيهية ببلادنا.
وفي السياق ذاته، انخرطت السلطات المحلية هي الأخرى في هذا المسعى، بعد أن وجدت كلّ الإمكانات والظروف مهيأة لإعادة الاعتبار للعديد من الفضاءات السياحية المهملة، خاصةً في المدن الساحلية والداخلية، وهو ما كان بالفعل بعد تفعيل المخطّط الأزرق بالعاصمة كخطة عمل تهدف إلى استعادة علاقة المدينة بالبحر، وإعادة تأهيل وعصرنة الواجهات البحرية. ولاية تندوف شهدت هي الأخرى تجسيد برامج مماثلة سعت من خلالها السلطات المحلية إلى تهيئة واحة حي البدر بوسط المدينة والشروع في إنجاز حديقة عمومية بحي تندوف لطفي ضمن البرنامج التكميلي الذي استفادت منه الولاية، إلى جانب ذلك، افتتحت ولاية أدرار مؤخراً ساحة الشهداء بوسط المدينة أمام المواطنين والسيّاح بعد استفادتها من عمليات صيانة وإعادة تهيئة أعادت للساحة رونقها وجماليتها بديكور يمزج بين الطابع الصحراوي التقليدي والعصري الحديث.
ازدياد أعداد فضاءات التسلية في الجزائر رافقه تحسّن الخدمات المقدمة داخلها واستغلالها من طرف البلديات لخلق نشاطات مصغّرة للشباب، لتتحوّل بذلك إلى أماكن لمزاولة الأنشطة الثقافية، الرياضية والتربوية بعد أن كانت مجرّد هياكل بلا روح.
ويبقى ملف الصيانة والمراقبة الدورية لهذه الفضاءات العمومية الهاجس الأكبر الذي يؤرّق مصالح البلدية في العديد من الولايات، والتي وجدت نفسها عاجزةً عن الانخراط في المسعى الوطني الرامي إلى إعادة الاعتبار للفضاءات العمومية الموجهة للمواطنين، مثلما هو الأمر في الكثير من الولايات الجنوبية خاصةً المستحدثة منها، والتي لا تزال تتخبّط في مشكل نقص أو انعدام فضاءات التسلية لأسباب يراها مواطنو تلك الولايات غير مقنعة، في ظلّ التسهيلات الإدارية الممنوحة من طرف السلطات العليا وفتح باب الاستثمار أمام الخواص.

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19761

العدد 19761

الأربعاء 30 أفريل 2025
العدد 19760

العدد 19760

الثلاثاء 29 أفريل 2025
العدد 19759

العدد 19759

الإثنين 28 أفريل 2025
العدد 19758

العدد 19758

الأحد 27 أفريل 2025