تبذل ولاية الجزائر جهودًا كبيرة لإعادة الاعتبار لفضاءات التسلية، سواء من خلال ترميم الفضاءات القديمة أو إنشاء فضاءات جديدة تواكب تطلعات المواطنين، وتأتي هذه المشاريع في إطار استراتيجية تهدف إلى تحسين جودة الحياة لسكان العاصمة، وتوفير بيئة ترفيهية مناسبة للعائلات والشباب، خاصة في ظلّ التوسّع العمراني والكثافة السكانية المتزايدة.
شهدت العديد من الفضاءات الترفيهية بالعاصمة عمليات ترميم وتحديث شملت الحدائق، المنتزهات، والشواطئ، ومن أبرز هذه الفضاءات حديقة الوئام المدني في بن عكنون، التي تعدّ من أكبر حدائق التسلية في الجزائر، حيث تضم مجموعة متنوّعة من الألعاب وحديقة حيوانات، وقد خضعت لتحسينات جعلتها أكثر جذبًا للزوار.
كما تم تطوير منتزه الصنوبر البحري (الصابلات)، وهو فضاء ساحلي يضمّ ممشى مطلاّ على البحر، مناطق لعب للأطفال، ومساحات لممارسة الرياضة مثل الجري وركوب الدراجات، ممّا جعله وجهة رئيسية للعائلات ومحبي الأنشطة الرياضية.
إلى جانب الترميم، قامت ولاية الجزائر بإنشاء فضاءات ترفيهية حديثة تتماشى مع متطلبات السكان، ومن بين هذه المشاريع، منتزه الصابلات، الذي أصبح مركزا ترفيهيًا رئيسيا يوفر مرافق لممارسة مختلف الأنشطة الرياضية، بالإضافة إلى مناطق مخصصة للنزهات والفعاليات الثقافية.
كما تم إنشاء المدينة الترفيهية بزرالدة، التي تضم مدينة ألعاب حديثة، مساحات خضراء واسعة ومناطق للعروض الثقافية والفنية، ممّا يعزز جاذبيتها كوجهة ترفيهية متكاملة للعائلات.
ومن بين المشاريع الطموحة التي أنجزت مؤخرا دنيا بارك، الذي يُعدّ واحدا من أكبر المشاريع الترفيهية في العاصمة، حيث يتميز بمساحاته الشاسعة التي تشمل حدائق طبيعية، مسارات للمشي، فضاءات لعب للأطفال، ومرافق ترفيهية حديثة توفر تجربة متميزة للزوار، كما تم تطوير مركز باب الزوار الترفيهي، الذي يجمع بين التسلية والتسوّق، حيث يضم فضاءات للألعاب ومراكز تجارية، ممّا يجعله نقطة جذب رئيسية للعائلات التي تبحث عن أنشطة ترفيهية متكاملة.
وساهمت هذه الفضاءات في تعزيز المشهد الترفيهي لولاية الجزائر، حيث أصبحت العديد منها وجهات رئيسية للسياحة الداخلية، ممّا دعم الاقتصاد المحلي وخلق فرص عمل جديدة في قطاع الترفيه والخدمات، كما أنّ هذه الفضاءات وفرت متنفسًا هاما للسكان في ظلّ النمو العمراني المتسارع، مما ساهم في تحقيق توازن بين متطلبات الحياة الحضرية والحاجة إلى الترفيه والاستجمام.
ورغم هذه الجهود، لا تزال هناك بعض التحديات التي يجب مواجهتها لضمان استدامة هذه الفضاءات، من بينها ضرورة الصيانة الدورية للحفاظ على جاذبيتها، وتعزيز الأمن داخل هذه الأماكن، إضافة إلى تشجيع الشراكة مع القطاع الخاص من أجل تمويل مشاريع جديدة تلبي احتياجات السكان المتزايدة.