دعوات إلى تحويل الحرفة التّقليدية إلى نموذج صناعي منظّم

رأس العين عميروش..واجب حماية البيئة أولى من “الفحم الفاخر”

معسكر: أم الخير - س

يواجه نشاط إنتاج الفحم الفاخر عبر قرى وبلديات دائرة عقاز في معسكر تحديات متزايدة، أبرزها المخاوف الصحية للسكان القاطنين بالقرب من مواقد الفحم، بالإضافة إلى الحاجة الملحة لتنظيم المهنة وحماية البيئة، في وقت يعتبر هذا النشاط الحيوي مصدر رزق المئات من العائلات والشباب. فاستعدادا لعيد الأضحى المبارك، تتجه الأنظار وقوافل تجار الفحم الفاخر من مختلف ولايات الوطن، إلى بلدية رأس العين عميروش بولاية معسكر.

يتمركز نشاط إنتاج الفحم في خمس قرى رئيسية تابعة لبلدية رأس العين عميروش، أكثرها نشاطا قرية القلانزة، قارون، أهل قادة، الغفافرة، وأهل أمحمد، حيث تنتشر في هذه القرى المئات من الحفر التقليدية التي تشكل مواقد الفحم، لتشغل ما يقارب 1000 عامل في المجال، وتتراوح أجور هؤلاء العمال، الذين يتولون إعداد المواقد ومراقبة عملية الاحتراق حتى تحول الخشب إلى فحم، بين 1500 دينار جزائري و8000 دينار جزائري للموقد الواحد، حيث يستغرق إنتاج الموقد الواحد بين 24-48 ساعة من أجل مردود 50 إلى 70 كيسا من الفحم بوزن 40-45 كلغ، ويصل سعر الكيس الواحد إلى 1500 دج في عين المكان، بينما يزيد سعره بالتداول بين التجار.
ويذكر رئيس جمعية منتجي الفحم بإقليم بلدية رأس العين عميروش، محمد بورزين، أنّ نشاط إنتاج الفحم الفاخر بالمنطقة متوارث عبر عدة أجيال، حيث يشغّل المجال نحو 1000 من اليد العاملة بالمنطقة بصفة مباشرة، بغض النظر عن اليد العاملة التي تشتغل في تجارة الفحم عبر عدة ولايات من الوطن، انطلاقا من قرى رأس العين عميروش.
وأضاف أنّ المجال يحصي نحو 50 ناشطا معتمدا بطريقة قانونية منظمة، زيادة على منتجين آخرين بصفة عشوائية صار نشاطهم يهدد استمرارية إنتاج الفحم الفاخر بمنطقة رأس العين عميروش، موضّحا أنّ نحو 40 منتجا للفحم الفاخر يخضعون للملاحقات القضائية بسبب هذا النشاط.
دعوات لتنظيم المهنة
وقال محمد بورزين، إن جمعية منتجي الفحم تدرك أهمية تنظيم هذه الصناعة للحفاظ على مصدر رزق العائلات وحماية البيئة في الوقت ذاته، مشيرا إلى أنه تمت دعوة الناشطين إلى الانخراط في مبادرات تحفظ البيئة، وتساهم في حماية نشاطهم من خطر التجميد، خاصة مع تزايد الشكاوى من السكان المجاورين لمواقد الفحم، التي تنبعث منها الأدخنة بشكل متزايد مع الفترات الليلية نتيجة فتح المواقد استعدادا للمرحلة الأخيرة من إنتاج الفحم وتجميعه في أكياس.
ودعا بورزين إلى ضرورة تدخل السلطات العمومية لتخصيص أماكن ومساحات من الأراضي الفلاحية غير المنتجة بعيداً عن التجمعات السكنية، لتمكين المنتجين من ممارسة نشاطهم بشكل منظّم وآمن، موضّحا أن معظم المساحات التي يشغلها منتجو الفحم حالياً هي أراضٍ زراعية مؤجرة، تم الاستغناء عن نشاطها الفلاحي بسبب الجفاف وندرة المياه.
وأعرب بورزين عن تخوفه من نشاط المنتجين غير المؤطرين، مشيراً إلى أنّ السلطات الأمنية ومحافظة الغابات لم تسجل أي مخالفات تتعلق بقطع الأشجار أو الاعتداء على المساحات الغابية من قبل المهنيين المنظّمين، موضّحا أنّ هؤلاء يأتون بكميات كبيرة من الأخشاب والحطب من ولايات ومناطق مختلفة عبر المزاد العلني، في وقت دعت الجمعية جميع المنتجين إلى تبنّي طرق عصرية غير مضرّة بالبيئة والسكان لضمان استمرارية النشاط.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19779

العدد 19779

الخميس 22 ماي 2025
العدد 19778

العدد 19778

الأربعاء 21 ماي 2025
العدد 19777

العدد 19777

الثلاثاء 20 ماي 2025
العدد 19776

العدد 19776

الإثنين 19 ماي 2025