الشعبة تساهم بأزيـد مــن 50 بالمائة من الانتاج الوطني

عنــب المائـــدة ببومــرداس.. تجربــة فلاحيــة رائــدة

بومرداس: ز. كمال

توجّــه نحـو العصرنــة وتشجيـــع الصناعـة التحويليـة

تعتبر ولاية بومرداس منطقة رائدة في الانتاج الفلاحي لمختلف المنتجات والمحاصيل الزراعية سمحت لها باحتلال المرتبة السادسة وطنيا والمساهمة بقوّة في دعم الاقتصاد الوطني المنتج للثروة وهذا بفضل المجهودات المبذولة من قبل الفلاحين والمستثمرين الذين اقتحموا الميدان واستفادوا من اجراءات الدعم ومزايا قانون الاستثمار وعملية تسوية العقار الفلاحي وتسليم عقود الامتياز.

تتوزّع الانشطة الفلاحية بولاية بومرداس بين عدّة شعب منتجة تساهم في دعم وتموين السوق المحلية وأسواق الولايات المجاورة بمختلف المواد والمنتجات من خضر وفواكه على طول السنة.
 ورغم هذا التنوّع في المحاصيل وارتفاع مردود الانتاج بفضل المجهودات المبذولة من قبل الفلاحين ومزايا المناخ وتوفر مياه السقي إلا أن النشاط الفلاحي يتجه الى مزيد من التخصص بالولاية، حيث تتجه شعبة عنب المائدة الى الهيمنة شبه المطلقة على النشاط مع توسع المساحة المغروسة الى حوالي 21 ألف هكتار من أصل 63 ألف صالحة للزراعة.
كما تساهم شعبة الكروم بأزيد من 50 بالمائة من الانتاج الوطني من هذه الفاكهة الموسمية كثيرة الطلب وبأنواع متعدّدة على رأسها نوعية “صابال” الأكثر انتاجا ومردودية وأكثر مقاومة للأمراض المختلفة التي تصيب المحاصيل والاشجار المثمرة لكنه سريع التلف بعد الجني وغير قابل للتخزين لفترة طويلة بوحدات التبريد، اضافة إلى عدة أنواع منها الحديثة التي دخلت الانتاج في السنوات الأخيرة كنوعية “راد قلوب”، “فكتوريا” نوعية “كاردينال” المبكرة التي دخلت الاسواق هذه الايام، ونوعيات أخرى قديمة منها “داتي” و«موسكا” المحلية والأكثر شهرة لدى الفلاحين والمستهلكين بالنظر الى توعيتها ومذاقها الفريد.
وبفضل حجم المردودية لهذه الشعبة ومساهمتها الاقتصادية الفعالة، تعرف المساحة الفلاحية توسعا متزايدا من سنة الى اخرى مع التوجه التدريجي لزيادة المساحة المسقية للرفع من كمية الانتاج وحماية المحاصيل من التقلبات المناخية خصوصا ارتفاع درجة الحرارة، إضافة الى تعميم استعمال الوسائل وتقنيات العمل الحديثة والاستفادة من التجارب الفلاحية الرائدة في الميدان خصوصا اسبانيا، ما جعل هذه الشعبة تعرف تطورا مستمرا وتحوّلت الى تجربة نموذجية على المستوى الوطني، وهي المكاسب التي كان قد أشار إليها رئيس الجمهورية مؤخرا حيث أشاد بالتطوّر الكبير لشعبة انتاج عنب المائدة ومكانة بومرداس وباقي الولايات المعروفة بطابعها الفلاحي ضمن هذه الاستراتيجية الفلاحية الجديدة للدولة.
ووسط كل هذه الانجازات الفلاحية المحققة من قبل الفلاحين والمنتجين في شعبة عنب المائدة الذين يساهمون يوميا في تطوير الشعبة وترقيتها من حيث الإنتاج والنوعية، لا تزال الكثير من العراقيل والانشغالات تراود الفلاحين المتخصصين في الميدان خاصة في الجانب المتعلّق بضمان التوزيع العادل والدائم لكميات مياه السقي والمطالبة بإعادة تهيئة منظومة السقي وصيانة السدود والحواجز المائية، معالجة مشكل التسويق وحماية المنتجين من السماسرة المتحكمين في مربعات أسواق الجملة في كل من خميس الخشنة وسوق الجملة للخضر والفواكه ببوقرة “روفيقو”، مع المطالبة باستحداث سوق جملة خاص لتسويق عنب المائدة بالمنطقة الشرقية من الولاية التي تعتبر معقل النشاط، حيث تم الاستجابة لهذا الانشغال بافتتاح سوق متخصص ببلدية برج منايل لكنه بحاجة الى تهيئة شاملة، توفير كافة الخدمات الاساسية لرواد الفضاء التجاري، في حين يبقى التوجه الاقتصادي والصناعي لشعبة الكروم يشكل تحد أخر ينتظر أن يساهم في امتصاص فائض الانتاج ودعم الصناعات التحويلية والعصائر.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19832

العدد 19832

السبت 26 جويلية 2025
العدد 19831

العدد 19831

الخميس 24 جويلية 2025
العدد 19830

العدد 19830

الأربعاء 23 جويلية 2025
العدد 19829

العدد 19829

الثلاثاء 22 جويلية 2025