إطـلاق الحاضنة كهيكل لدعم المشاريـع المبتكرة أو التنمويـة

ورقلـة.. تنـوّع فـي استقطاب اليد العاملة الوطنيـة

ورقلة: إيمان كافي

تعتبر ولاية ورقلة من بين الولايات الأكثر جذبا لليد العاملة الوطنية، حيث تسجل هذه الولاية كل سنة وافدين بأعداد هائلة من طالبي الشغل ويتوجه الكثير منهم للعمل في مجال المحروقات من اليد العاملة المحلية والوطنية، وأضحى توجه سوق الشغل بولاية ورقلة نحو تنوع أكبر فرضته الرؤية الجديدة لتشجيع ميادين اقتصادية أخرى أمرا ضروريا.

في سياق الرؤى التي وضعتها السلطات للتشجيع على الاستثمار في قطاعات اقتصادية أخرى خارج إطار المحروقات، من بينها الفلاحة وتمكين قدرات الشباب عبر إطلاق مشاريع ناشئة ومؤسسات مصغرة، لم تعد فرص الشغل مرتبطة بالأحواض البترولية فقط، رغم أن ما توفره الشركات البترولية من فرص للعمل يبقى مهما، حيث تساهم هذه الشركات في امتصاص نسبة كبيرة من اليد العاملة بالولاية وعبر مناطق والوطن، كما تسهم أيضا في تعزيز الحركية الاقتصادية التي تؤدي بدورها إلى نشوء مهن وأنشطة مرتبطة بمجال المحروقات، توفر هي الأخرى فرصا لتشغيل الشباب من أبناء المنطقة والوافدين إليها.
وبفضل بعض الحلول المقدمة لمعالجة المشاكل الناجمة عن الطلب الهائل للتوظيف خاصة في الأحواض البترولية، تشهد سوق الشغل المحلية تنوعا أكثر بسبب حرص سياسات الدولة على دعم وتشجيع مشاريع الشباب لتنويع فرص الشغل، بالإضافة إلى منحة البطالة التي وفرت للعديد من طالبي الشغل خاصة خريجي الجامعات ومراكز التكوين فرصة للتركيز أكثر على اهتماماتهم والبحث على فرص للتشغيل ضمن توجيهات وكالة التشغيل والعروض التي توفرها المؤسسات الناشطة عبر تراب الولاية بتنوع مجالاتها الاقتصادية والخدماتية.
وخلال السنوات الأخيرة انخرطت الجامعة ومعاهد التكوين بشكل أكثر فعالية في هذه العملية، من أجل تعزيز فرص الشباب في سوق الشغل، وتوجهت الخارطة التكوينية نحو استحداث التخصصات المطلوبة في سوق العمل لتلبية الطلب على اليد العاملة المحلية في بعض المجالات التي في حاجة إلى سد العجز المسجل فيها.
وبهذا الصدد كان لـ«الشعب” حديث مع الدكتور فتحي خلفاوي الأستاذ بجامعة قاصدي مرباح، حيث أكد أن قطاع المحروقات يعد جانبا مهما جدا في الاقتصاد الوطني وله آثاره العالمية، وفي ولاية كورقلة يمكن ملاحظة ذلك من خلال الوافدين إلى هذه الولاية من داخل الوطن وخارجه، خاصة بمدينة حاسي مسعود التي تستقطب يدا عاملة هامة.
وبطبيعة الحال ولأن هذه السمة الغالبة على النشاط الاقتصادي بالولاية، فإن خريجي الجامعة في التخصصات ذات الصلة بقطاع المحروقات، يمكنهم أن يجدوا فرصا للعمل والإحصائيات تشير إلى ذلك، حيث أن المتخرجين في التخصصات التقنية التي لها علاقة مباشرة بالمحروقات يجدون وظائف وفرص عمل وحتى خريجي الفروع التقنية المرتبطة بقطاع المحروقات على غرار الإلكترونيك والهندسة المدنية والوقاية والأمن الصناعي، كلها تخصصات يمكن أن تحتاجها المؤسسات البترولية وهذا عامل أول يجعل من منطقة ورقلة وحاسي مسعود ومن خلال الشركات الناشطة عبرها تساهم في امتصاص نسبة مهمة من اليد العاملة بالولاية وعلى المستوى الوطني. وبالإضافة إلى المحروقات هناك قطاعات أخرى أصبحت أيضا قطاعات مهمة بحكم إستراتيجيتها بالنسبة للمنطقة في حد ذاتها ولما توفره من موارد مالية كبيرة كما ذكر الدكتور خلفاوي، مشيرا إلى أن الاهتمام بقطاع الزراعة في فترة ما لم يكن بالشكل الكبير الذي نشهده اليوم، حيث كل التوجهات تشير إلى أن هذا القطاع أضحى يمثل ميدانا اقتصاديا مهما، يوفر مناصب شغل ويستقطب يد عاملة، سواء في الزراعات التقليدية مثل زراعة النخيل أو زراعات أخرى مثل الحبوب ويوفر مداخيل وموارد مالية هامة.
واعتبر أن بعض القطاعات أيضا وإن كانت لا تبرز أهميتها، إلا أنها أصبحت إستراتيجية في سياسة الدولة وهناك تشجيع للنشاط والاستثمار فيها، مثل قطاع تربية المائيات الذي يعول عليه في إطار مساعي تحقيق الاستقلال الغذائي، كما أن المنطقة لديها الهياكل والإمكانيات والظروف لإنجاح هذا الرهان، بالإضافة إلى قطاعات أخرى تعد مهمة كذلك ويعتمد عليها كثيرا لامتصاص اليد العامل، وتحرك هذه القطاعات بحسبه يساهم بدوره في تحريك الكثير من القطاعات المرتبطة بالخدمات وهذه القطاعات المرتبطة بالخدمات تؤدي إلى إضافة تخصصات ومهن جديدة.
وبالحديث عن دور الجامعة في معادلة فرص التشغيل وتنوع سوقه ذكر الدكتور فتحي خلفاوي وهو مدير الحاضنة الجامعية بورقلة أن السلطات توجهت لإنشاء الحاضنات وكانت جامعة قاصدي مرباح ورقلة من بين أولى الجامعات التي شهدت إطلاق الحاضنة كهيكل لدعم المشاريع المبتكرة أو التنموية والتي تقدم حلولا لبعض المشاكل المطروحة وهي مشاريع لها صلة مباشرة بالبحث العلمي، حيث تساعد الحاضنة حاملي المشاريع على إضفاء الطابع الرسمي على أفكارهم والتحقق من جدوى المشاريع، كما تقوم بالدعم من حيث التدريب والمشورة والتمويل واستضافتهم حتى إنشاء شركاتهم المبتكرة. وسعت في هذا الإطار إلى استقطاب الشباب الحامل للأفكار في ميادين اقتصادية مختلفة، من بينها التي ارتبطت أساسا بقطاع المحروقات، نظرا لتوفر اختصاص المحروقات وهو تخصص بتسجيل وطني، لذا فإن المشاريع التي قدمت في خدمة هذا القطاع لاقت اهتماما كبيرا. كما تم أيضا فتح المجال لاستقبال مشاريع وأفكار مرتبطة بمجالات ذات صلة بقطاعات أخرى والتي تقدم حلولا لمشاكل التنمية أو بعض المشاكل المطروحة في المحيط الاجتماعي، واليوم تتوجه بعض هذه المشاريع نحو تفعيل تواجدها في الميدان، كما تعد هذه المشاريع المؤطرة ومنها مؤسسات ناشئة ومؤسسات مصغرة نموذجا جديدا يوفر للشباب مناصب شغل ويخلق فرصا جديدة للعمل.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024