يحوّل العديد من أصحاب المحلات أنشطتهم خلال شهر رمضان لتتماشى ومتطلبات هذا الشهر الكريم، حيث يُقدم بعضهم على توسيع مجال نشاطه أو تحديده، كذلك الأمر بالنسبة للمرأة المنتجة الماكثة في البيت، حيث تكيّف حاملات المشاريع نشاطاتهن بما يتناسب مع شهر رمضان.
تلجأ المرأة المنتجة خلال كل موسم إلى قراءة السوق ومقارنة متطلباته مع إمكانياتها وطبيعة نشاطها، حيث تفضل صانعات الحلويات التركيز على الحلويات الرمضانية خلال الأيام الأولى من الشهر الفضيل، قبل الانطلاق في التحضير لطلبيات حلويات العيد التي يبدأ تسجيل الطلب عليها بعد العشرة الأولى من شهر رمضان مباشرة، كما تتأثر عروض بائعات الأواني والألبسة أيضا بالطلب الذي يطبع هذا الشهر دون غيره، وتضطر إلى توفيره لزبائنها.
بالنسبة لصناعة الحلويات والمملحات، فهي تشكل سوقا مهما لعدد هائل من الماكثات في البيت، حيث يعد هذا المشروع ناجحا في الوقت الحالي، خاصة مع الأفكار الجديدة والتقديمات التي أضحت متنوعة جدا والزبون على إطلاع دائم بمستجداتها، كما ذكرت السيدة نسيبة صاحبة مشروع صناعة بوكسات السعادة المكونة من حلويات ومملحات بورقلة، والتي تروّج لمنتجها عبر حسابها على الفيسبوك قطعة وشوكة، وهي متحصلة على ماستر ميكروبيولوجية، متزوجة وأم لطفلة، بدأت مزاولة هذا النشاط منذ أقل من سنة، ودفعها إلى ذلك شغفها بصناعة الحلويات والمملحات منذ الصغر وما حققه هذا النشاط من رواج كبير على مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة، وتطمح حسبما قالت لتجسيد مشروعها على أرض الواقع في محل جميل وأنيق فيه كل ما يصنع السعادة من حلويات جديدة وفي بوكسات بتصميمات إبداعية.
وبالحديث عن تكيف المرأة المنتجة مع هذا الشهر الكريم، كشفت محدثتنا أن الطلب على المملحات مثلا يقل خلال شهر رمضان، بينما يكثر على الحلويات وخاصة المعسلات والحلويات التقليدية الرمضانية، لذلك فإنها تسعى للتأقلم مع طلبات الزبائن خلال شهر رمضان بتركيز نشاطها على التحليات الرمضانية أكثر.واعتبرت أن الطلب عموما يشهد تناقصا في رمضان، مقارنة ببقية أيام السنة وذلك راجع للثقافة الاستهلاكية للمواطن الجزائري، حيث يتوجّه الزبون أكثر إلى شراء الزلابية وقلب اللوز والحلويات التقليدية الرمضانية المعروفة لدينا والتي تتوفر بكميات كبيرة في الأسواق، لكن هذا قد لا يعني فئة معينة ممن يحبون التغيير من خلال الطلبيات التي توفرها المرأة المنتجة المختصة في صناعة الحلويات والمملحات.
وقالت المتحدثة، أن هناك طلبيات لزبائن كثيرين فضلوا الاحتفال بأعياد ميلاد أفراد العائلة خلال هذا الشهر الفضيل باعتماد تحليات رمضانية، بدلا من كعكة الميلاد، بالإضافة إلى طلبيات أخرى لتجمعات وسهرات عائلية.
