المحطات بالعاصمة

خدمات رديئة وملاسنات يومية

الجزائر: سارة بوسنة

يشهد قطاع النقل الحضري جملة من المشاكل والنقائص نتيجة التجاوزات الحاصلة على مستوى المحطات والتي غالبا ما يكون ضحيتها والمسافر في ظلّ غياب الرقابة وقوانين خاصة بتنظيم القطاع.

وتعدّ الجزائر العاصمة مثال حي على هذه الفوضى تسببت فيها عدة عوامل أبرزها مشكلة الاختناق المروري الذي بات كابوسا حقيقيا يؤرق حياة المسافرين ويدخلهم دوامات التذمر والاستياء لتزيد المواقف السلبية والتصرفات العشوائية لبعض الزبائن والناقلين التي كثيرا ما تفرز نتائج وخيمة وتزيد الوضع سوءا وتعقيدا، خاصة في الأماكن التي ينعدم فيها “الميترو” و«الترامواي” بسبب النقص الكبير في الحافلات وغياب الخطوط .
«الشعب” زارت العديد من محطات النقل الحضري والشبه الحضري بالعديد من بلديات العاصمة، حيث وقفنا عند حجم الفوضى الذي تميز واقع قطاع النقل بعاصمة البلاد، الذي تبقى فيه نوعية الخدمة المقدمة للمسافرين بعيدة كل البعد عن المواصفات والمقاييس المعمول بها، مقابل غياب تنظيم حقيقي للمهنة من قبل الجهات الوصية، التي من المفروض أن تطالب الناقلين بضرورة ترقية نوعية الخدمات بما يوفر أكبر راحة للمسافرين.
محطتنا الأولى كانت محطة نقل المسافرين بباش جراح، كانت وجهتنا محطة أول ماي، حيث اضطررنا الوقوف لمدة نصف ساعة في ظروف جد سيئة نتيجة انعدام أماكن الانتظار والجلوس، وبمجرد وصول الحافلة تدافع المسافرون للظفر بمكان مما اجبرنا الوقوف نتيجة امتلاء الحافلة عن آخرها، حيث حرص السائق والقابض على ملئها بأكبر عدد ممكن من المسافرين دون مراعاة أدنى شروط الراحة والسلامة، وهو الأمر الذي تطلب تطلب وقتا كبيرا، بالرغم من إبداء المواطنين لملامح الاستياء والغضب.
 محطة أول ماي.. استياء المواطنين
وبمجرد وصولنا إلى المحطة لفت انتباهنا سوء التوزيع في وسائل النقل بها، حيث تعاني بعض خطوط النقل من الإشباع المفرط كخط بن عكنون، في حين تعرف فيه بعض الخطوط الأخرى نقصا كبيرا وعلى سبيل المثال خط المدنية حيدرة، ما يجعل المسافرين يضطرون للانتظار طويلا والتدافع بهدف الظفر بمقعد في الحافلة على مستوى الخطوط التي تعرف نقصا في عددها، بالإضافة الى استغراق الحافلات ان وجدت وقتا طويلا للخروج من المحطة، حيث لا ينطلق السائق من أي موقف إلا بعد احتجاج الزبائن والتلاسن معهم وتصل في بعض الأحيان إلى الدخول في مشادات عنيفة، ولا تتوقف مظاهر تجاوز حقوق المسافرين عند هذا الحد، بل تتعداها في كثير من الأحيان إلى توقف الحافلة في أكثر من موقف مرخص أو غير مرخص.
تقربنا من بعض الناقلين لمعرفة آرائهم حول الوضعية المزرية التي يعيشها قطاع النقل بالعاصمة خصوصا حمل البعض منهم ممن التقيناهم بمحطة نقل المسافرين بباش جراح وأول ماي الجزء الأكبر من مايحدث إلى الجهات القائمة على قطاع النقل الحضري مؤكدين بأنهم كناقلين يتحملون نصيبا من مسؤولية الفوضى التي يعيشها قطاع النقل  حيث قال عز الدين وهو أحد الناقلين على مستوى محطة باش جراح، أتحدّى أيّا كان أن يأتي ليحاسبنا على هذا الوضع، مشيرا إلى أنه ومنذ مزاولته لمهنته  لم يتم إصدار أي قانون صارم ينظم مهنة النقل أو دفتر شروط يتم الالتزام به.
من جانبه ارجع ك - مختار، احد الناقلين بمحطة اول ماي سبب تردي مستوى الخدمات المقدمة الى المسافرين الى حالة الاهمال واللامبالاة التي يعيشها قطاع النقل، بالاضافة الى النقص الفادح لأعوان المراقبة على مستوى محطات النقل ماخلق فوضى عارمة بمعضمها وسمح بظهور منافسة غير شرعية بين بعض الناقلين، خاصة الخواص منهم،مشيرا في هذا الشأن بأنه يأمل في التدخل العاجل للجهات المعنية وعلى رأسها وزارة النقل التدخل  لفرض الرقابة على الناقلين، بالإضافة إلى توفير شركات نقل جماعي حضارية تشجع المواطنين على التخلي عن استعمال سيارتهم، كما هو معمول في عواصم البلدان المتقدمة، التي يعد فيها النقل العمومي مخرجا أساسيا للهروب من زحمة السيارات   
كما يعد الاختناق المروري الكبير وحالة الازدحام الشديدة زادت هي الأخرى من حدة أزمة النقل في العاصمة، حيث أضحت الطوابير اللامتناهية لمختلف السيارات وحافلات النقل  ديكورا يوميا يطبع مختلف الطرقات في العاصمة، سيما تلك التي تشهد أشغالا مختلفة، هذه المعضلة إن صحّ تسميتها بذلك أصبحت عائقا في وجه الكثير من الأشخاص والمواطنين وزادت من معانتهم اليومية وأدت أيضا الى هدرهم المزيد من الوقت وخلقت عندهم حالات من القلق والتذمر. 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024