الرهان على دور اقتصادي نوعي

النفايات المنزلية «منجم» لموارد طاقوية بديلة

سعيد بن عياد

 تدرك مؤسسة «نات- كوم» القيمة الاقتصادية للنفايات التي يتزايد حجمها باستمرار بفعل الكثافة السكانية والتوسع العمراني خاصة في العاصمة التي تراهن على هذه المؤسسة في رفع تحدي النظافة المستدامة، التي تعتبر من ابرز مؤشرات التقدم ضمن تنفسية المدن في العالم ومعيارا في معادلة الجذب السياحي إليها.
وحتى إن كانت هذه المؤسسة التي تتصدر مشهد الحركية المجتمعية بالنظر لدورها النوعي في تحسين الإطار المعيشي عبر مختلف البلديات التي تغطيها تشتغل تحت ضغط ارتفاع معدل الطلب، فإنها تتطلع كما يؤكده مديرها العام بلعليا لتصبح عنصرا محوريا في بناء مسار اعتماد الطاقات البديلة من خلال تحويل نفايات المواد الغذائية التي تؤول بكميات هائلة إلى مراكز الردم مما يمثل خسارة نسبة معتبرة من الربح المؤكد في حالة تدويرها واسترجاعها ضمن الحركية الاقتصادية.
تشكل المواد العضوية حوالي 60 بالمائة من إجمالي نفايات المدينة إلى جانب الورق المقوى والبلاستيك والزجاج، وفقا لمؤشرات برنامج الفرز والانتقاء الذي يتم العمل به في معالجة النفايات، ويشير مسؤول المؤسسة في لقاء ضيف «الشعب» أمس إلى أن مسار انتقاء النفايات الذي يتدعم باستمرار للفرز بين مختلف المواد التي تفرزها أحياء المدينة يمكن اعتباره بداية التوجه لتأسيس منظومة طاقوية مستمدة من الفضلات العضوية المختلفة بحيث تساهم من خلال انجاز وحدات معالجة صغيرة في تدعيم التموين بالطاقة النظيفة، وإذا كان هذا اليوم يندرج في خانة التطلعات فانه يصبح في المستقبل حقيقة ملموسة.
غير أن الأمر يتطلب بلا شك الإمكانيات العلمية والمادية والمالية الملائمة تدرج ضمن رؤية إستراتيجية ذات أبعاد اقتصادية تتطابق مع التوجهات الجديدة للانتقال الطاقوي من بوابة التنمية المحلية خاصة المشاريع السكنية بحيث تعود نفايات الأحياء ذات الكثافة السكانية في شكل طاقة بديلة كما يحدث في عواصم ومدن كسبت هذا الرهان، وهو مجال مثير للبحث العلمي الحضري يمكن إدراجه في مخطط المدينة الذكية التي تصبو إليها ولاية الجزائر لتكون مثالا ناجعا لمختلف الولايات الكبرى عبر التراب الوطني.
مثل هذه الخيارات الحيوية تتطلب انخراط كافة الفاعلين في الحياة العامة للمدينة من الفرد على مستوى خلية الأسرة عن طريق التحلي بسلوكات بيئية متمدنة إلى كبار الملوّثين من مؤسسات ومرافق بالمساهمة في تنمية ثقافة التعامل الحضري مع النفايات وإتباع المسارات المسطرة للرفع والفرز المسبق مرورا بالاستثمار في الاسترجاع والتدوير والمعالجة الصناعية لموارد تبدأ نفايات لكنها تتحول إلى مواد ذات قيمة مضافة ينتجها العنصر البشري بالعلوم والابتكار.
ويوضح بلعليا أن النفايات تكاد تكون منجما لموارد بديلة بأقل كلفة بحيث تتحول النفايات الخضراء إلى سماد يوجه للمعالجة والتغذية العضوية للأتربة في الحدائق والمساحات النباتية بدل تحويلها إلى مراكز الردم، مضيفا أن فريقا يشكل خلية متواضعة يشتغل على هذا الملف بالبحث والتحليل والإحصاء أخذا في الاعتبار تجارب لمؤسسات مماثلة في عواصم متطورة حيث ترصد لها إمكانيات وموارد مضاعفة نظرا للعائدات الإيجابية المتوقعة في المديين المتوسط والبعيد سواء الاقتصادية منها أو البيئية.

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19876

العدد 19876

الأحد 14 سبتمبر 2025
العدد 19875

العدد 19875

الأحد 14 سبتمبر 2025
العدد 19874

العدد 19874

السبت 13 سبتمبر 2025
العدد 19872

العدد 19872

الأربعاء 10 سبتمبر 2025