حضور محتشم لمعرض ملحقة الأرشيف بالعاصمة

الذكرى المزدوجة لهجومات الشمال القسنطيني ومؤتمر الصومام

جمال أوكيلي

 

فك الحصار عن الأوراس والتقنين للثورة

إستعدادا لإحياء الذكرى المزدوجة لهجومات الشمال القسنطيني ومؤتمر الصومام يوم ٢٠ أوت القادم فتحت ملحقة المركز الوطني للأرشيف الواقعة بأسفل قصر الحكومة أبوابها للجمهور الجزائري إبتداء من أمس إلى غاية 5 سبتمبر أي شهر كامل تحت شعار «الهجوم على الشمال القسنطيني خطوة أولى لتدويل القضية الجزائرية ثم إنعقاد مؤتمر الصومام».
هذا المعرض للصور والبيانات أراد منظموه أن يوفروا للقادمين لزيارته المعطيات والمعلومات التي تكون في مستوى الحدثين التاريخيين البارزين اللذين كانا منعطفا حاسما في مسيرة ثورة أول نوفمبر في استرجاع السيادة الوطنية.
وأوضحت السيدة غنية بوعبد الله أمينة الملحقة أن المعرض يترجم إنشغالات المسؤولين في مرافقة كل الأحداث المتعلقة بتثمين المحطات التاريحية المضيئة في عمر الثورة التحريرية التي كانت بمثابة المنعرجات النبراسة في النجاحات المحققة في الوثبات الوطنية آنذاك وما تم إظهاره اليوم هو إمتداد طبيعي لهذا الإهتمام في إبراز خلفيات ما وقع قي التاريخين المذكورين ٢٠ أوت ١٩٥٥ و٢٠ أوت ١٩٥٦ كما هناك فيلم يعرض على الزائرين.
وإعتمد المشرفون على هذا المعرض أكثر على الملصقات بدلا من أعوان الأرشيف الضالعين في شرح سيرورة الأحداث وهذا ما وقفنا عليه في عين المكان أي غياب الأشخاص المكلفين بمتابعة الوافدين الأوائل ألا وهم الإعلاميون.
والمنهجية المتبعة إعتمدت على الشروع في إبراز البوادر الأولى لثورة أول نوفمبر من خلال صورتي مجموعة الـ٦ ومجموعة الـ٢٢ وما جلب الإنتباه هنا هو ما قاله المناضل سويداني بوجمعة يوم ٥ جوان ١٩٥٤ هل نحن ثوريون أم لا؟ وإذا كنا نزهاء مع أنفسنا فماذا ننتظر للقيام بالثورة.. إلى جانب نشر الوثيقة الكاملة لأول نوفمبر.
ولدعم هذا التوجه الثوري وبالحضور الجزائري على الصعيد الخارجي هناك صورة نادرة للوفد الجزائري بباندونغ إلى جانب مصر المشكل من لحول حسين، حسين آيت أحمد، وامحمد يزيد، وصور غنية لوفود شقيقة وصديقة (السعودية، الهند، بورما، اليمن، ليبيريا) وقائمة الدول المشاركة في المؤتمر المنعقد من ١٨ إلى ٢٤ أفريل ١٩٥٥.
هذا المدخل المرجعي لبناء صورة متناسقة في أحداث الثورة استهلت القيام بإطلالة على الإرهاصات الأولية لهجومات ٢٠ أوت ١٩٥٥ إستنادا إلى مذكرات المرحوم المجاهد علي كافي الذي أشار إلى أول إجتماع في منطقة الكدية بدوار المجاجدة حضره قادة بارزون، زيغود، بوبنيدر، زيڤات، شيبوط، بوقادوم، بوجريو، وكافي تلاه مباشر توجه كل مسؤول إلى ناحيته لتقييم الوضع من كل الجوانب.
ولم يكتف المعدون للمعرض بهذا بل نشروا قصاصات من الجريدة الكولونيالية ليكودالجي التي أرادت تقزيم ما وقع، وإجترار مصطلحات كالخارجين عن القانون والمتمردين وغيرها من الدعاية الإستعمارية الهدامة مع تضخيم في الإحصائيات المتعلقة بالضحايا والإصابات.
وإشارة إلى إعلان حالة الطوارئ عقب الهجومات وتمديدها لـ٦ أشهر مع منع الإستئناف القضائي، وإحالة جميع القضايا على القضاء العسكري.
كما يوجد بالمعرض ملصقات عن مؤتمر الصومام الذي كان تتويجا لمسيرة الثورة المظفرة في عامها الثاني قصد تقييم أدائها الميداني وإعادة  تنظيمها من جميع النواحي، ورغم وجود ١٠ مراكز، وإنعقاده لمدة ١١ يوما لم يفلح الإستعمار في كشفه وهكذا خرج بنتائج باهرة ترأسه بن مهيدي، عبان كاتبه، بالإضافة إلى أوعمران وبن طوبال وزيغود، حيث كان كل واحد يمثل منطقته، وسجل غياب بن بولعيد (أوراس النمامشة) والجنوب، سي الشريف، وتم تقسيم الولايات إلى ٦، والتنظيم العسكري (الفيلق، الكتيبة، الكومندو) وكذلك الرتب بمعنى أن مؤتمر الصومام قنّـن   للثورة.

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19876

العدد 19876

الأحد 14 سبتمبر 2025
العدد 19875

العدد 19875

الأحد 14 سبتمبر 2025
العدد 19874

العدد 19874

السبت 13 سبتمبر 2025
العدد 19872

العدد 19872

الأربعاء 10 سبتمبر 2025