حدث في المؤتمر الثاني لمنظمة المجاهدين من 14 إلى 19 ماي 1965 

عمر رمضان كان له شرف المبادرة باقتراح اعتماد تاريخ 20 اوت يوما للمجاهد

كشف عمر رمضان انه كان صاحب الشرف بالمبادرة باقتراح اعتماد يوم 20 اوت يوما للمجاهد وذلك بمناسبة انعقاد المؤتمر الثاني لمنظمة المجاهدين في الفترة من 14 الى 19 ماي 1965 بدار الشعب، موضحا في حديث لـ «الشعب» انه كان يومها يراس لجنة تنظيم المؤتمر الذي تراسه بوعلام بن حمودة وجرت اشغاله بفيلا «جولي» حيث يوجد مقر بنك الجزائر حاليا.
وأضاف عمر رمضان في شهادته أن الرئيس الأسبق احمد بن بلة والأمين العام لجبهة التحرير آنذاك لما بلغه الاقتراح قبل ان يقدم الى المؤتمر ضمن ورقة تشمل ايضا اقتراح تعديل تسمية منظمة المجاهدين من جمعية الى اتحاد طلب حضور اللجنة التي كانت تضم من بين تشكيلتها بغدادي لعلاونة وتقية محمد ورفاقا آخرين وهو ما تم في اليوم الثاني حيث استقبل اللجنة وكان رفقة نقاش وزير الصحة وعضو المكتب السياسي.
حينها جرى نقاش قوي   فقال بن بلة»تريدون مشاركتنا في القضايا السياسية وتزاحمون المكتب السياسي، كيف غيرتم المنظمة الى اتحاد»؟، فاوضح عمر رمضان ان كلمة اتحاد أقوى وأفضل من جمعية والهدف ان نكون مثل اتحاد العمال وغيره من المنظمات.
التفت بن بلة الى نقاش الذي قال»من مصلحتكم العمل مع جبهة التحرير، فرد عليه «ألسنا من الافلان علما انني عضو في اللجنة المركزية»، وهنا كانت اللحظة الساخنة التي اثارت وادت الى خروج اعضاء اللجنة ومغادرة مكان الاجتماع يضيف عمر رمضان بل أن الآمر بلغ درجة مقاطعة مأدبة نظمت على شرف المؤتمرين بقصر الشعب، بينما حضر الأعضاء مأدبة أخرى نظمها وزير الدفاع الوطني العقيد هواري بومدين. توجهنا بقوة الى هذا الموعد الذي جرى بنادي الضباط بالرايس حميدو لابوانت سابقا ويبدو ان هذا الموقف اثر في مجريات الأحداث التي حصلت لاحقا يقول محدثنا في سياق الخلافات آنذاك.
واصل المؤتمر اشغاله وتحقق الاتفاق على اعتماد 20اوت يوما للمجاهد.
غير ان جلسة الاختتام شهدت ايضا خلافات بشان تعيين شخص الأمين العام لمنظمة المجاهدين حيث تم رفض مقترح اسم شخص غير بارز وانصرف اغلب المجاهدين يتقدمهم بوعلام بن حمودة تعبيرا عن عدم الرضا قبل ان يتم فيما بعد تزكية اسم بلقاسم فنطازي كونه ضابطا بجيش التحرير بالولاية الثانية وتولى المسؤولية لاحقا.
ويوضح عمر رمضان ان مبادرته باختيار هذا اليوم، وكان البعض اقترح يوم 19 مارس، ليس اعتباطيا وانما شرح يومها للمؤتمرين الأسباب وتتمثل كما اشار اليه في عاملين الاول ان التاريخ يرمز الى هجومات الشمال القسنطيني في 20 اوت 1955 التي قادها الشهيد الفذ زيغود يوسف بحيث اظهر للراي العام المحلي والعالمي ان شعلة الثورة لم تنطفئ كما كان يعتقد البعض بالنظر لقلة النشاط الثوري في تلك الفترة وبالتالي اكد تحرك الثوار مدعمين بالمواطنين ان الثورة ماضية ولا يمكن ان تتعثر مهما كانت التحديات.
والعامل الثاني ان 20 اوت 1956 شهد حدثا بارزا في عمر الثورة بتنظيم مؤتمر الصومام الشهير الذي وضع اليات وهياكل تضبط المهام والصلاحيات على كافة المستويات من المجلس الوطني الى خلية الثورة (مجلس الشعب) على مستوى القرية والدشرة، وكان لذلك المؤتمر الدور الحاسم في رسم بصيغة منسجمة ومتناغمة افاق المستقبل وتجديد النفس لمواجهة الة الدمار الاستعمارية.
كل تلك البطولات كانت من صنع المجاهدين فكرست اتجاه التضحية وتوقيع اللارجوع الى ان تنتزع الحرية وهو ما تحقق.
ويشير محدثنا الى ان زيغود يوسف واجه خلال مؤتمر الصومام انتقادات من بعض الاعضاء حيال ما انجزه بالنظر للخسائر البشرية التي سجلت بعد ان قام به عساكر وعملاء الاستعمار الفرنسي من اعمال انتقامية جماعية في حق السكان بالمنطقة خلفت اكثر من 3 الاف قتيل من المدنيين، غير انه دافع عن تلك الهجومات بانها تندرج في نطاق تاكيد استمرار الثورة واسقاط اكذوبة الاستعمار بان الوضع هادئ وقد كانت حقيقة حالة تثير القلق وثانيا من اجل كسر طوق الحصار المضروب في تلك الفترة على معاقل المجاهدين في منطقة الاوراس خاصة وان قوة التحمل لم تكن تتعدى الستة اشهر وبالتالي ضرورة كسر الحصار كما طلب ذلك منه ديدوش مراد.
——— 
بورتريه

مســـــيرة كفـــــاح

- ولد عمر رمضان في 29 نوفمبر 1937 بمليانة حيث ترعرع متشبعا بالوطنية ليلتحق بصفوف الثورة ضمن حركة اضراب الطلبة في 19 ماي 1956. بعد نشاطه في المنظمة المدنية لجبهة التحرير الوطني  بمنطقة مسقط راسه، التحق نهاية نفس السنة بجيش التحرير الوطني بالولاية الرابعة حيث واصل الكفاح الى ان نال الشعب الجزائري الاستقلال منتزعا حريته بتضحيات تبقى شاهدا للاجيال ونالت اعجاب الشعوب الحرة.
-  كان عضوا ضمن كتيبة للنخبة تدعى «كومندو جمال» وتقلد مسؤوليات من رتبة جندي الى محافظ سياسي ثم قائد فصيلة ليتولى قيادة الكتيبة في جويلية 1957. نشطت كتيبة الكوماندو في مناطق(الونشريس) الورسنيس، جبال عمرونة، الظهرة، جبال التيتري، الهضاب العليا، الاطلس الصحراوي، ليتقلد رتبة كومندان وعضوا بمجلس الولاية الرابعة وعضوا بالمجلس الوطني للثورة.
-  اصيب المجاهد مرتين في جويلية 1957 وماي 1961. وواصل بعد استرجاع السيادة الوطنية نضاله على مستوى المجلس التاسيسي والمجلس الوطني وكان عضوا في لجنة تحضير المؤتمر الاول لجبهة التحرير الوطني المنعقد في 1964 فكان عضوا باللجنة المركزية ليقرر الانسحاب من الحياة السياسية سنة 1967 ليخوض مسيرة رجل اعمال فكان مؤسسا لمنتدى رؤساء المؤسسات في سنة 2000 وتراسه الى غاية 2006 ليعينه رئيس الجمهورية عضوا بمجلس الامة ضمن الثلث الرئاسي.
-  امله اليوم ان يرفع الشباب تحدي التنمية من خلال العلم والعمل لتستمر رسالة الشهداء في ظل العولمة التي تفرض تحديات تعكس معركة وجود بالنسبة للشعوب التي حققت سلفها اكبر المكاسب الا وهي الحرية وتتطلب اليوم مضاعفة الجهود لتامين حقوق الاجيال القادمة.
سعيد. ب


 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19801

العدد 19801

الخميس 19 جوان 2025
العدد 19800

العدد 19800

الأربعاء 18 جوان 2025
العدد 19799

العدد 19799

الثلاثاء 17 جوان 2025
العدد 19798

العدد 19798

الإثنين 16 جوان 2025