20 أوت محطة لإعادة النظر في الملف

تحرير الشمال الإفريقي في صلب استراتيجية الثورة الجزائرية

جلال بوطي

حظي موضوع اليوم الوطني للمجاهد، أمس، بنقاش ثري حول مختلف المواضيع ذات الصلة بالتاريخ الوطني وربط المشاركون في «منتدى الشعب» مسائل تاريخية  بأخرى في حاضرنا بداعي الاستلهام من محطتي هجومات الشمال القسنطيني ومؤتمر الصومام اللتين تمثلان حدثين هامين في تاريخ الحركة الوطنية.
في رده على أسئلة الصحفيين حول مسألة ضعف حضور النصوص التاريخية في المناهج التربوية تأسف الباحث لحسن زغيدي إلى مستوى المادة التاريخية التي تدرس للتلاميذ من المستوى الابتدائي إلى النهائي، مؤكدا أن المواضيع المقترحة لا ترقى بأي طريقة لأن تنتج المواطن النوفمبري على حد تعبيره، في ظل تراجع رهيب للنص التاريخي.
ولا يكمن ضعف النص التاريخي في المنهاج الدراسي كما حسب الباحث زغيدي ولكن كذلك إلى الكيف من حيث الطريقة التي يلقن بها التلاميذ في مؤسساتنا التربوية الوطنية، التي تفتقر إلى أسس تلقين مادة التاريخ سواء من خلال التركيز على الأحداث التاريخية الكبرى التي شهدتها الحركة الوطنية، أو على مستوى التوقيت الزمني.
في هذا الصدد ذكر الباحث أن كل تواريخ محطاتنا التاريخية على غرار اول نوفمبر أو 5 جويلية تكون خلالها المؤسسات التربوية في عطلة، حيث برمجت وزارة التربية العطل الدراسية خارج توقيت الاحتفال بالأعياد الوطنية، وهو ما اعتبره زغيدي خطأ فادحا لابد من العدول عنه في اقرب وقت، داعيا إلى التدريس خلال الأعياد الوطنية.
وأوضح أستاذ التاريخ زغيدي أن استغلال الأعياد الوطنية يكون من خلال برمجة محاضرات وندوات فكرية لمختلف تلاميذ الأطوار الدراسية الثلاث، وذهب إلى ضرورة إجبارية الحضور سيما ما تعلق بذكرى عيد النصر التي توافق 19 مارس الذي تكون فيها المؤسسات التربوية في عطلة فصل الربيع، مشيرا إلى أن ذلك يعد خطرا على الأجيال التي قد تنفصم في المستقبل عن تاريخها.
واعتبر الباحث أن استمرار هذا الوضع في منظومتنا التربوية يعد تق صيرا في حق التاريخ الذي ضحى لأجله الرجال بالغالي والنفيس، متسائلا في نفس الوقت عن أسباب وجود تعتيم في المناهج التربوية، حيث أن هناك تقديم وتأخير في تدريس مادة التاريخ لمختلف الأطوار، مضيفا أن البرنامج الدراسي المبرمج للتلاميذ فيه حشو كبير والوقت المخصص له غير كاف لانهاءه في الوقت المحدد، موضحا أن الأمر يتعلق كذلك بالجامعة حيث تم تقليص المدة الزمنية لطلبة تخصص التاريخ فبدل أن يدرس مقياس تاريخ الجزائر المعاصر في سنتين تم تقليصه إلى سنة واحدة وهو غير كاف نهائيا لتحقيق الأهداف المنشودة في منظومتنا التربوية وكذلك الجامعية.
كما تأسف الباحث زغيدي عن التعتيم حول بعض رموز الثورة الوطنية في الآونة الأخيرة سيما ذوي الأصول الأوروبية الذين يعبرون أصدقاء الصورة التحريرية وكان لهم الفضل الكبير في الدفاع والترويج لها دوليا، مذكرا أن هناك هجمة شرسة غير مسبوقة على رموز الثورة الأمر الذي يستدعي تحركا من السلطات الرسمية في إطار تطبيق الدستور الذي ينص ويدعو لحماية رموز الحركة الوطنية.
منعرج النضال الوطني
من جهته قال اللواء المتقاعد عبد العزيز مجاهد أن 20 أوت 1955 كان بمثابة محطة بارزة في تاريخ حركة التحرير لمنطقة شمال إفريقيا بأكملها ولم يكن تاريخا للجزائر فحسب، وفي رده على سؤال رئيس جمعية مشعل الشهيد محمد عباد حول أن كان 20 أوت تضامنا مع الملك المغربي محمد الخامس أو مع ثورة الريف المغربي.
في هذا الصدد أوضح اللواء مجاهد أن المحطة كانت تضامنا مع سكان الريف المغربي باعتبار أن قائد حراك الريف عبد الكريم الخطابي ذو أصول جزائرية ا، في حين أشار إلى أن الملك محمد الخامس حظي بدعم من طرف القائد العربي بن مهيدي ومحمد بوضياف، مشيرا إلى أنهم أدوا دورا كبيرا في التضامن معه.
وذكر اللواء مجاهد أن 20 أوت مثل في الأساس ثورة ضد المستعمر الفرنسي برمته سواء في الجزائر أو المغرب أو تونس التي كانت كلها تعرف حركات تحرر في إطار حماية الشمال الإفريقي، باعتبار أن المستعمر واحد وأهدافه كذلك واحدة ما جعل أهداف 20 أوت تنحصر أساسا في الجهاد وطرد المستعمر الفرنسي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024