«لا يمكن أن نطالب الناشئة بتهيئة المستقبل إن لم نهيئ لهم الحاضر»
تم، أول أمس، خلال لقاء نظمته جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بقاعة المحاضرات بالمسجد القطب «عبد الحميد بن باديس» بوهران إبراز دور علماء الجمعية في الحفاظ على الثوابت الوطنية.
وأبرز رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الدكتور عبد الرزاق قسوم لدى تدخله في افتتاح هذا اللقاء «أن كل منطقة من الوطن قدّمت علماء عاملين ومصلحين جعلوا من العلم منهجا ووسيلة لتحقيق أهداف الوطن في الاستقلال والسيادة والعزة».
وأكد أنه «يجب أن يكون هؤلاء العلماء قدوة للأجيال الصاعدة حتى يقتدى بهم في البذل والعطاء والتضحيات من أجل تثبيت الهوية الوطنية».
وأوضح المتحدث في هذا الصدد، أن عقد مثل هذه الملتقيات يهدف إلى «توعية الجيل الصاعد بأن هذا الذي ينعم به من سيادة وعزة واستقلال ما كان أن يتم لولا تضحيات قدمها علماء وشهداء وصلحاء وعظماء تفانوا في انجاز هذا الوطن المستقل».
ومن جانبه، قال نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الشيخ بن يونس أيت سالم «أن علماء الأمة رسموا الطريق الرشيد الذي يضمن لنا السير المتزن».
ودعا المتدخل إلى تعريف الناشئة بهؤلاء العلماء وكذا عظماء وزعماء الوطن لافتا إلى «أنه لا يمكن أن نطالب الناشئة بتهيئة المستقبل إن لم نهيئ لهم الحاضر».
وتم خلال هذا اللقاء الذي تناول موضوع «علماء جمعية العلماء المسلمين بوهران ودورهم في الحفاظ على الثوابت الوطنية» تقديم ثلاث محاضرات تناولت «دور الشيخ عبد القادر الياجوري في الحفاظ على ثوابت الأمة من خلال الوطنية» و»الشيخ الطيب مهاجي الحافظ على ثوابت الأمة من خلال الجهد الإصلاحي» و»الشيخ أحمد الأطرش السنوسي الحافظ على ثوابت الأمة من خلال إحياء علوم الشريعة».
وذكر المتدخلون بأن هؤلاء العلماء أفنوا حياتهم في الإصلاح وتوعية الناس بالوطنية، كما عملوا على مواجهة مخططات المستعمر الفرنسي لطمس الشخصية الجزائرية وكانوا يطالبون بتحمل المسئولية اتجاه الوطن.
ويتضمن برنامج هذا اللقاء الذي يدوم يوما واحدا ندوة فكرية حول «الثوابت الوطنية بين جهد الماضين وواقع الحاضرين واستشراف المستقبلين» ينشطها مجموعة من الأساتذة من الجزائر ووهران وتلمسان.
كما أشرف أعضاء من جمعية العلماء المسلمين الجزائريين على تقديم، أمس، دروسا ببعض مساجد وهران حول نفس الموضوع.
وحضر هذا اللقاء الذي نظمه المكتب الولائي لوهران لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين أعضاء من الجمعية وأساتذة جامعيون وأئمة.