أكد وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، من عاصمة الأهڤار، أن الاحتفالات بالسنة الأمازيغية «يناير»، هي إستعادة لقيمة الهوية الجزائرية في حياة المجتمع الثقافية والاجتماعية والذي يعبر عن التراكم الذي تحقق للشعب الجزائري عبر مئات السنين.
أضاف ميهوبي خلال إشرافه على إحتفالات يناير، أن العيد يأتي ضمن سلسلة الخطوات التي أقرها رئيس الجمهورية لصالح الهوية الأمازيغية التي تشكل عنصرا أساسيا في الشخصية الجزائرية إنطلاقا من إقراره للغة الأمازيغية، ومن ثم ترسيمه لها لغة وطنية خلال التعديل الدستوري.
وواصل الوزير أن هذه المكاسب تجعل الشعب الجزائري في مأمن من أي محاولة للقول أن الهوية الجزائرية مازالت منقوصة، فهي مكتملة الأركان من خلال الاحتفال بهذه المناسبة في كل أرجاء الوطن، بل تحولت إلى عرس ذي بعد وطني، خاصة بعاصمة الأهقار التي احتصنت 07 ولايات، أبرزت من خلال عروضها التراث الذي تتمتع به الجزائر.
ولدى إشرافه على إفتتاح الملتقى الدولي حول تثمين التراث اللامادي، والمنظم من طرف المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ علم الإنسان والتاريخ، أكد وزير الثقافة أن جهودا كبيرة تبذل في الجزائر لتسجيل أكبر عدد من العناصر الثقافية والإجتماعية التي يتميز بها الشعب الجزائري لدى هيئة اليونسكو، مما يبوأ الجزائر موقعا كبيرا في خارطة العالم الثقافية والتراثية.
ذكر ميهوبي خلال كلمته الإفتتاحية للملتقى المنظم بالمركز الجامعي الحاج موسى أق أخاموك، أن اكتشاف بقايا عظمية قديمة تدل على وجود الحياة يكرس موقع «عين لحنش» كموقع ما قبل التاريخ وكموقع ذي قيمة علمية هائلة قائلا:» إن هذا الاكتشاف، أبان أن هذه المنطقة تحوي الكثير من الشواهد التاريخية، مما يفرض علينا الإهتمام بهذا الموقع، وتوفير كل الشروط التي تمكن الباحثين ليقوموا بعمل مريح في هذه المنطقة، مما يفرض إنشاء مخبر للدراسات الخاصة بما سيتم العثور عليه، و كذا إنشاء إقامة خاصة بالباحثين الجزائريين والدوليين مما يبرز إهتمام الدولة الناجم من الإكتشاف الذي تم التوصل إليه في هذا المجال.
أوضح عز الدين ميهوبي أن إختيار تمنراست لإحتضان هذه الفعالية، نظرا لموقعها الذي يتوفر على الكثير من المواقع التي تجري بها بحوث من طرف فرق بحث جزائرية، كما أن عدد العناصر التي تم تسجيلها لدى اليونيسكو من التراث المادي و اللامادي ثلاثة أرباعها من الجنوب الجزائري، ما يؤكد حسبه على أن المنطقة زاخرة بما يمكن الجزائر أن تصبح في مصاف الدول التي عرفت بتراثها المادي و اللامادي و أسهمت في إبرازه ليتحول مع مرور الوقت إلى منتوج إقتصادي و هو ما يتم عليه العمل، للوصول إلى جعل المنطقة قبلة سياحية.