عرضت مؤسسة” أنفروستاب سارل “ Enviro-STEP” بالجزائر العاصمة، التي تمثّل شركة كندية - أمريكية، اخترعت نظام” Advanced ENVIROSEPTIC” لمعالجة المياه العادمة، أنّ هذه التكنولوجيا المتطورة تهدف إلى تقديم حلول ناجعة لمشكل الصرف الصحي في التجمعات الصغيرة، بطريقة بسيطة آمنة وصديقة للبيئة. تعتمد هذه التقنية المتقدمة لتصفية المياه ومعالجتها على عدة مراحل، انطلاقا من خزان الصرف الصحي، ثم تصميم النظام ENVIRO SEPTIC، غير المرتبط بأي مصدر خارجي للطاقة، وذلك عبر تمرير المياه من خلال أنابيب متطورة أومرشح نباتي حيوي، تعلق البكتيريا على سطحه ويجري التّخلص منها لاحقا.
أوضح مدير المؤسسة، حبيب مرابط، في تصريح لـ “الشعب”، أنّ هذه الطريقة القديمة منذ بداية التاريخ البشري، قد تم تحسينها بأحدث البحوث والدراسات لتطوير خدمات الصرف الصحي، حيث تعمل بطريقة بسيطة، تعتمد أساسا على البكتيريا، الموجودة بشكل طبيعي ضمن الميكروبات الموجودة في الجهاز الهضمي للإنسان والتي تنظم في شكل كريات أوحبيبات صغيرة تقوم بإزالة المواد الملوثة بسرعة أكبر.
قال مرابط حاملا عينة من المياه العادمة قبل وبعد التصفية، أنه لا يمكن التفريق بينها وبين مياه الشرب، مشيرا إلى أن الميزة الفريدة لهذا النظام، أنه الوحيد في العالم الذي يعمل بطريقة طبيعية سريعة ونظيفة، خالية من البقايا الملوثة والمواد الكيماوية، دون استعمال أي نوع من الطاقة أوتدخل إنساني فيما يخص الصيانة والتسيير، وبالتالي يكون إجمالي التكاليف يكون أقل مقارنة بالمحطات التقليدية.
ونوّه المتحدث بقدرة هذا النظام المتطور لمعالجة مياه، تتراوح بين 96 و99٪، وهوما يسمح بإعادة تدويرها لاستخدامات أخرى مفيدة، قد تشمل ري الحدائق والحقول الزراعية أوتلبية احتياجات معينة مثل التنظيف والأعمال التجارية والصناعة، وتقدر مدة حياة المحطة من 50 إلى 100 سنة، لأنها مشكلة أساسا من أنابيب وقنوات بلاستيكية تحت الأرض، تصل المياه القذرة بخزان المياه المصفاة.
كما أشار مرابط إلى أنّ هذه الطريقة معتمدة بالولايات المتحدة منذ سنة 1887، حيث يتواجد بأمريكا الشمالية حاليا أكثر من 200 ألف محطة تشتغل بهذا النظام، مذكرا ان التجربة عرفت انتشارا واسعا بكندا ابتداء من سنة 1999، ادخلت إلى الجزائر في 2014 بفضل شركة أنفروستاب سارل “ Enviro-STEP”.
بحسب مرابط، تمكنت الشركة من إنجاز 14 مشروعا مع مؤسسات وشركات وطنية عمومية وخاصة، على غرار محطة قاعدة الحياة بعين صالح التابعة لسونطراك ومحطة وقود تمزقيدة “شمال” ببلدية موزاية بالبليدة التابعة لـ “نفطال” ، إضافة إلى مشاريع أخرى قيد الإنجاز بقاعدة الحياة في رقان ومحطة تمزقيدة “جنوب”، وهو ما يؤكد إمكانية عمل هذا النظام لتغطية احتياجات التجمعات السكانية الصغيرة والمناطق النائية البعيدة عن مصادر الطاقة، وفق نفس المصدر.