في أول خرجة إعلامية منذ تعيينه وزيرا أول

بدوي: الظرف الحساس يقتضي الرصانة وكسر حواجز التشكيك

المركز الدولي للمؤتمرات: فريال بوشوية

 

 أبواب الحوار مفتوحة أمام كل الأطياف دون إقصاء
خاطب الوزير الأول نور الدين بدوي، ضمير الجزائريين، قائلا «إن الجزائر التي يتطلع إليها الشعب الجزائري، أمانة في أعناقنا جميعا»، داعيا الجميع إلى «التحلي بالرصانة والعمل في هدوء وثقة، وكسر حواجز الظن والتشكيك التي قد تراود البعض بصدق النيات ونبل المسار»، باعتبارها «الحصن الذي تذوب أمامه كل الخلافات وتسقط أمامه كل الحساسيات».

إذا كان عمر الحكومة المرتقب الإعلان عن تشكيلتها في اي لحظة، مرتبطا بعمر الندوة الوطنية الجامعة، فإن أكبر رهان اليوم بالنسبة للوزير الأول نور الدين بدوي، التوصل إلى توافق ينهي التجاذبات، ويمهد الطريق لبناء الجمهورية التي ينشدها الشباب وتقدمت مطالبهم خلال المسيرات، بعيدا عن الأفكار المسبقة.
قال بدوي في أول خرجة إعلامية له بصفته وزيرا أول في الحكومة التي ستسير المرحلة الانتقالية، إن لقاءه مع ممثلي وسائل الإعلام يأتي في «لحظة تاريخية» تسمح للجميع دون استثناء المساهمة والمشاركة في بناء الجمهورية التي يتطلع إليها الجزائريون.
بدوي الذي يتولى لأول مرة الجهاز التنفيذي، بعدما تقلد منصبي وزير التكوين والتعليم المهنيين والداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، اجتاز أول امتحان له أول أمس الخميس أمام حشد من الصحافيين في ندوة إعلامية نشطها بالمركز الدولي للمؤتمرات «عبد اللطيف رحال»، استغرق أكثر من الساعة والنصف من الزمن، وكان مرفوقا برمطان لعمامرة الذي يشغل منصب نائب الوزير الأول بموجب مرسوم وقعه الأسبوع الأخير رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة.
ورغم أن الكثيرين ركزوا على مسألة إن كان بدوي مقنعا أم لا في أول خرجة له، وإن نجح في الامتحان الذي يأتي في سياق خاص أم لا، إلا أنه حاول جاهدا وهو يتولى لأول مرة مهمة الإشراف على جهاز تنفيذي الإقناع بحساسية المرحلة المقبلة وأهمية الحوار المفتوح أمام كل الجزائريين دون استثناء، من أجل بناء الجمهورية استجابة لمطلبهم، ومرافقة في نفس الوقت لرسالة الرئيس بوتفليقة الأخيرة، التي أعلن فيها عدم ترشحه لعهدة جديدة.
واعتبر الوزير الأول الذي خلف أحمد أويحيى بعدما قضى قرابة 20 شهرا في منصبه، الندوة الصحفية «فرصة للحديث عن الوضع العام، ومسائل مرتبطة بتطورات عشناها معا خلال الأسابيع الماضية»، وكذا استعراض «فحوى رسالة رئيس الجمهورية الأخيرة التي وجهها للأمة في ظرف خاص»، أكد بالمناسبة أن «الساحة الوطنية تشهد حركية سياسية خاصة، سلمية وحضارية للتعبير عن انشغالات مواطنينا وتطلعاتهم، شهد لها العالم أجمع بمستواها الراقي، ووعي الشعب الجزائري في التعبير عن مطالبه».
ولم يفوت المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي المناسبة، ليثمن الوعي والتحرر الذي تحلى به المشاركون في المسيرات، مذكرا بتجاوب رئيس الجمهورية معه بتفهم كبير وفورية»، ترجمتها -استطرد بدوي - «الرسالة التي وجهها إلى الأمة، وفي هذا المقام يتعين علينا بجد وصدق وتكاتف الجميع دون استثناء ودون عقدة».
ولا يخفى على أحد وفق ما أكد بدوي، أن «الوضع العام للبلاد يشهد ظرفا حساسا ومتميزا »، طبعته «في بعض الحالات تجاذبات، تحول دون التوصل، إلى أحسن الطرق التوافقية التي من شأنها التكفل الأحسن بالانشغالات المطروحة والمطالب المرفوعة»، ومن هذا المنطلق «يتوجب علينا جميعا التحلي بالرصانة والعمل في هدوء والثقة»، وكسر كل حواجز الظن والتشكيك الذي قد تراود البعض، بصدق النيات ونبل المسار»، جازما أن الإيمان عميق بأن «الجزائر وطن الجميع ولا طموح نسبي فوق طموح الشعب السيد، ولا قدسية تعلو على قدسية وطننا»، كما لابد «أن نضع صوب أعيننا في هذه اللحظة الفارقة رسالة الشهداء».

الحكومة فريق واحد...وسنحارب  لتمثّل الجميع

وتركزت أسئلة الصحافيين أساسا على ندوة الإجماع الوطني والحكومة.وبخصوص الأخيرة أكد بدوي أن الإعلان عن تشكيلتها يأتي نهاية أومطلع الأسبوع، لضمان تمثيل كامل وشامل لكل الفئات لاسيما الشباب، مؤكدا أنها ستكون تكنوقراطية مفتوحة للجميع، تعمل لمرحلة قصيرة لا تتجاوز سنة، تكون مهمتها الأساسية وضع الآليات اللازمة للندوة التي تكون مباشرة بعد تشكيلها.
وبخصوص استحداث منصب نائب وزير أول الذي يشغله رمطان لعمامرة، ما جعل البعض يعتبرها حكومة برأسين، قال بدوي إن العبرة بما ستقوم به الحكومة لافتا إلى أن قوتها تكمن في التلاحم وإيمان أعضائها بتجسيد التطلعات التي عبر عنها الشعب الجزائري، وأنه شخصيا ليس لديه أي مشكل لأن الأمر يتعلق بفريق يعمل بروح واحدة.
الرئيس استند إلى الإرادة الشعبية في التأجيل
وبخصوص تأجيل رئيس الجمهورية للاستحقاقات الانتخابية في 18 أفريل الداخل، أكد بدوي أن الرسالة متكاملة واستجابة للرغبة الشعبية المعبر عنها»، وكذا المشككين في مصداقيتها لافتا إلى أن الندوة ستعطي كل المصداقية للانتخابات المقبلة.
أما بخصوص السند الدستوري للتمديد، أشار إلى أن رئيس الجمهورية رد بطريقة سريعة وفورية على مطالب الشعب الجزائري، متسائلا هل يوجد أسمى من الشعب؟
بخصوص رفض المعارضة لقرارات الرئيس بوتفليقة المعلن عنها في الرسالة، أكد بدوي أن الجزائر تسمو على الجميع، مشددا على أهمية مبدأ التحاور باعتباره المخرج لكل المشاكل، داعيا كل الشركاء لاسيما منهم ممثلو المعارضة للاستمرار في التحاور.
وبخصوص وضعية رئيس الجمهورية أي صيغة استمراره كون العهدة تنقضي يوم 28 أفريل المقبل، قال إن الندوة ستكون قوة اقتراح في المرحلة الانتقالية لتخرج الجزائر من الأخيرة.
نعتز بالجيش حامي الوطن والحدود...والإعلام شريك أساسي
في سياق مغاير اعتبر في رده على استفسار يخص التضييق على وسائل الإعلام بسحب الإشهار منها «الإعلام شريك هام في المرحلة المقبلة»، وفيما يخص حرية التنقل والمسيرات أكد بدوي أن الندوة إذا ما قررت تعزيزها بدرجة أكبر سيتم الالتزام بذلك.
ووجه بدوي للشعب رسالة قوة وعزيمة الحكومة في مرافقة القرارات التي اتخذت والاقتراحات المرفوعة، لمضي الجزائر بسلاسة في المرحلة المقبلة، مؤكدا أن الحكومة استمعت إلى كل المطالب على أن يكون دورها في عمرها القصير السند للندوة، لرفع التحديات لاسيما الأمنية مثمنا الدور المحوري للجيش الوطني الشعبي ممثلا في حماية الجزائر وحدودها، مؤكدا الاعتزاز بالجيش الذي قام ويقوم بواجبه في حماية الوطن.
 الرسالة وصلت...أبوابنا مفتوحة...والنوايا المسبقة لا تخدمنا
كوزير أول وكحكومة ألتزم بتجسيد مطالب الشباب، لافتا إلى أن الأبواب مفتوحة أمام الجميع، دونما تفويت الفرصة للتأكيد أن «النوايا المسبقة لا تخدمنا»، كما أكد أن رئيس الجمهورية أعطى كل الأسباب للجمهورية الجديدة، بإعطاء كل الصلاحيات للندوة ردا على سؤال يخص تقديمه المزيد من التنازلات، لافتا إلى أن الثقة ستكون أساس العمل.
وبخصوص انضمام القضاة إلى الاحتجاج، أكد بدوي احترام الجميع مذكرا أن الطلبة والأساتذة كذلك شاركوا فيها، كما ثمن مهنية واحترافية الأمن الوطني في مرافقة المسيرات والحفاظ على الأمن والممتلكات، تماما كالمشاركين فيها ما يعكس الوعي الكبير.
وختم الوزير الأول ندوته بتجديد دعوة الجميع إلى «المشاركة في ضمان نجاح المرحلة الانتقالية، لنصل مع بعضنا البعض لتجسيد الإصلاحات خدمة للشباب والشعب في الجزائر القارة».


 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024