دعا رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي، أمس، السلطات إلى الاستجابة لمطالب الشارع لربح الوقت، والتوجه نحو مرحلة انتقالية تتخطى من خلالها البلاد الأزمة الحالية، تفاديا لأي انزلاقات، في حين ثمن الموقف الإيجابي للجيش منذ اندلاع الحراك السلمي.
رأى تواتي أن الخروج من الوضع الحالي يتطلب إجماعا وطنيا على شخصيات وطنية تقود الحوار مع الحراك الشعبي، وتسهم في الحوار الشامل مع السلطات العمومية، مؤكدا أن اللجوء لشخصيات سياسية تلقى معارضة لن يحقق نتائج إيجابية يصبو إليها الجميع، مؤكدا على ضرورة حماية البلاد من أي مخاطر قد تحصل.
و ردا على سؤال لـ «الشعب»في ندوة صحفية عقدها على هامش اجتماع المكتب الوطني، أمس، بمقر الحزب بالعاصمة، قال تواتي إن مقترحاته تصب في الإسراع لاحتضان مطالب الشارع لاحتوائها تفاديا لحدوث انزلاقات، ويرى أن إختيار ممثلين عن الحراك الشعبي من الكفاءات الوطنية في كل الولايات للمشاركة في الحوار الذي دعا إليه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة سيؤدي إلى إنتقال سلس والتوجه نحو مرحلة انتقالية، قائلا «إن ذلك لطالما رافعت «الافنا» لأجله لصالح البلاد».
ولقي موقف الجيش الوطني الشعبي من حراك الشارع تثمينا من طرف موسى تواتي، مشيرا إلى أن تصريحات المؤسسة العسكرية تؤكد وجود نية حسنة لاحترام إرادة الشعب على حد تعبيره، موضحا أن ذلك يسهم في تفادي أي فوضى.
كما دعا تواتي في نفس الوقت أحزاب المعارضة إلى العودة للشعب حتى تلقى قبولا بعد رفضها من طرف الشارع منذ إنطلاق المسيرات السلمية، وهو ما عقد من مهمة التواصل والحوار بين كل الفاعلين لدراسة المطالب بشكل عام، وذكر أنه من حق أحزاب المعارضة اقتراح حلول وبدائل، لكن الكلمة تبقى للشعب، وهو السيد في قراراته لأنه مصدر السلطة.
وتطرق رئيس «الافانا» إلى أهم الخطوط العريضة لتحقيق دولة ديمقراطية على أساس ومبادئ ثورة نوفمبر، بداية من اعتماد نظام برلماني وصياغة دستور جديد تكون فيه الصلاحيات واسعة للشعب، ويكون ذلك بإشراك كل الكفاءات الوطنية دون إقصاء أو تهميش، مع وضع إرادة الشعب فوق كل مصلحة لإنجاح كل مساعي ومبادرات الحل وفق رؤية وأهداف نابعة من قيم الثورة.
في مقابل ذلك، ثمن تواتي سلمية المظاهرات عبر كل ولايات الوطن، مؤكدا أن الشباب الجزائري يريد تغييرا جذريا بطرق حضارية أبهرت العالم، وأعطت درسا قويا في الأخلاق لكل الشعوب رغم الحشود المليونية التي من الصعب التحكم فيها، لكن تحضر الشباب في المسيرات وتمدنهم هو بمثابة رسالة قوية لتفادي الفوضى، والعنف اللذين لا يخدمان مصلحة الجزائر.