حصادالخميـس

الدولة الوطنية والبطانة المسمومة

بقلم : نور الدين لعراجـــي

- يتنامى الحقد على الدولة الوطنية منذ انتفاضة الـ 22 فيفري في شكل مستمر ويزداد الكره لها كل يوم، اما بجهل لماهيتها او عن قصدا للتقليل من كينونتها كمجموعة من المؤسسات والأفراد تؤدي دورها الحيوي والإقليمي في وطن بحجم قارة.
- كان الأجدر بالبطانة المسمومة حفظ ماء الوجه تجاه صاحب الفضل عليهم، وليس التسلل خارج الوقت الضائع، وطعنه في الظهر بعد أن خرج الشارع وطالبه بعدم الترشح، فاتضحت الرؤية بعد سفرية جنيف أنه لم ينو ذلك، نافيا رغبته بدواعي المرض والسن، عكس ما  روجه مطبلوه.
- الشارع لم يعد يفرق اليوم بين الدولة ككيان، وبين النظام والسلطة والحكومة، اجتمعت كل هذه التسميات في سلة واحدة، وبعبارة واحدة رددها الشارع «ارحل ارحل «، أخطاء النظام وانتشار الفساد والرشوة في دواليب الادارة واحتلالها صدارة المعاملات، عجل بتورط السلطة السياسية تورطا مع سبق الاصرار والترصد، لم تحرك ساكنا بل كانت في الكثير من المرات تحمل مهام رجل الاطفاء عوض ان يكون دورها ممثلا في الدفاع عن الحق العام، فإذا كان النظام السياسي لا يتحمل تبعات هذه الانتكاسات، كان الاجدر به ايضا الوقوف في الصفوف الاولى مدافعا عن خياراته التي اوصلت البلد الى نقطة اللارجوع، لا ان يختفي ثم يعلن من جديد موعد ركوب «الحراك».
- تعيش الدولة الوطنية اتعس الهزات في تاريخها، تهديد ينذر بزوالها وإضعافها، لذلك وجب الوقوف في صفها، كل من موقعه ولسنا في حاجة لجلد الذات، أمام استمرار المؤامرات والدسائس، الجزائر تحت مجهر استيطاني افتراضي رهيب، سيدمر بنيتها الاجتماعية، لأنه ليس بالصدفة، بل هي المصالح من تصنع خارطة طريقها.
- بقدر ما تنوعت شعارات الانتفاضة أو ما سمي إجماعا «بالحراك»، تقهقرت تلك اللافتات الداعية إلى رحيل النظام، وحلت محلها كلمات اخرى، ستعمق الشرخ الاجتماعي في البلد أكثر، وتصنع الفرقة وتنمي الضغينة بين ابناء الوطن الواحد، فلماذا نصر على اسئلة عقيمة لا تخدم طموحات شعبنا بل ستعمق الهوة بين أبنائه فيتفرق الشارع شيعا وفصائل، ولسنا في حاجة الى جدلية «البيضة ام الدجاجة «.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024