نظّم الاتحاد المحلي لاتحاد العمال الجزائريين، أمس، لقاء حضره أمناء الفروع النقابية التابعة، حيث جرى نقاش مفتوح وديمقراطي عبّر خلاله المشاركون عن تمسكهم بحماية حق ممارسة العمل النقابي في عالم الشغل، والانسجام مع إرادة الشعب المعبر عنها في الشارع في هذه المرحلة. وسبق للمركزية النقابية أن أعلنت سابقا في بيان، دعمها للحراك، فيما يرتقب عقد لقاء الأحد القادم يجمع مسؤولي الهيئات النقابية لاتحاد العمال على مستوى ولاية الجزائر للتعبير عن إرادة القاعدة النقابية حول ما تعرفه البلاد.
أمين عام الاتحاد المحلي فريد بن عامر شدد على أن يكون التعبير حرا وشفافا يشمل وضعية الفروع النقابية على مستوى مختلف المؤسسات الاقتصادية والإدارات، مؤكدا على أهمية التضامن النقابي ضمن مبادئ المنظمة.
أمين عام الاتحاد الولائي عمار تاكجوت الذي حضر الموعد، نبه إلى مخاطر التداعيات الاقتصادية التي تنجر عن الوضع الراهن مشيرا إلى أن تعطل أوتوقف الإنتاج في المؤسسات الاقتصادية يؤدي حتما إلى ركود اقتصادي تنجر عنه تداعيات سلبية على النمو. وذكر بالتجربة المريرة التي عرفها الاقتصاد في التسعينات بحل المؤسسات وتسريح العمال وضياع جانب معتبر من الجهاز الإنتاجي.
وسرعان ما تفجر النقاش بتدخل نقابيين من قطاع البريد والاتصالات منددين بالتضييق على العمل النقابي وهيمنة الإدارة مطالبين بكسر مراكز النفوذ ورد الاعتبار للقانون. وقد تطلب تحرك المسؤولين النقابيين لإعادة بعض ممثلي العمال إلى مناصبهم كما هو الحال بالنسبة لحالة جرت بمؤسسة موبيليس. وتناول عضوالمكتب المحلي قريب الكلمة ليكشف أن وزير قطاع البريد لا تعترف باتحاد العمال حيث لم تستقبل أعضاء الاتحادية المنتخبين ديمقراطيا منذ عام ونصف وأشار إلى دور الأمين العام للوزارة في زعزعة صفوف النقابيين بمحاولة تعيين ممثلين لم ينتخبهم العمال.
وكشف تاكجوت أنه تعرض لضغوط لم يقبل بها جراء إعلان نقابة المنظمة الصناعية بالرويبة تأييدها للحراك وقال «طلبوا مني تجميد المسؤول النقابي لكن رفضت» موضحا أنه ليس الأمين العام للمركزية النقابية من طلب ذلك وإنما بعض النقابيين ممن يسعون للإطاحة به قصد الاستيلاء على المنظمة وبعضهم يقف في مقدمة الحراك.
واعتبر متدخلون أن هناك حقيقة خوف وصمت قبل أن يتطور المشهد، معتبرين إقحام المركزية النقابية في توجهات سياسية خطأ كون النقابة أصلا لا تمارس السياسة، ومن ثمة ضرورة الانتباه للمرحلة القادمة التي تفرز قواعد عمل جديدة تتطلب ترقية الممارسة النقابية والعودة إلى المبادئ الأساسية بالإصغاء لعالم الشغل والنقابيين وانتهاج الحوار المتواصل.
ودعا آخرون لتوضيح الموقف بوضوح من الحراك خاصة وأن الفروع النقابية واجهت ظروفا صعبة، قبل أن يذكر المسؤول المحلي أن الموقف تم التعبير عنه من القيادة وسوف يؤكد أكثر في اجتماع الاتحاد الولائي الأحد.