«في 20 أفريل 1957 كانت سلسلة جبال «تراراس» الشرقية مسرحا لأعنف معركة قادها القادة الثلاثة بجيش التحرير الوطني مولاي علي، تتوان محمد وموح عبد الله ضد قوات الاحتلال الفرنسية».
استهجن الخبير عبد الرحمان مبتول الشعارات التي تدعو للجهوية، موضحا أنه «منذ أسابيع برزت شعارات غير مؤسسة حول الجنسية المغربية المفترضة رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح وأن سكان بني مسهل خرجوا في 29/ 30 مارس للتنديد بهذه الحملة غير المؤسسة».
وبعد أن أشار إلى أنه لا تربطه صلة بالشخص أوضح أن مسقط رأس بن صالح هو نفسه مكان مولد مبتول بقرية بني مسهل بجبل فلاوسن، المنطقة الرمز لثورة التحرير، حيث كما يقول الخبير سقط عمه النقيب بن عمار مبتول رفقة جنوده إثر تعرضهم لقصف شنه طيران الاحتلال الفرنسي.
وذكر مبتول، وهو ابن المجاهد علي، الذي اعتقله الاستعمار من 1958 إلى 1962 بسجن «لامبيز» ثم الحراش، أن معركة فلاوسن (دائرة ندرومة، ولاية تلمسان) بشهادة مؤرخين فرنسيين وجزائريين، هي بلا شك واحدة من أكبر المحطات في تاريخ ثورة التحرير التي عرفتها الولاية الخامسة. ففي 20 أفريل 1957 كانت سلسلة جبال «تراراس» الشرقية مسرحا لأعنف معركة قادها القادة الثلاثة بجيش التحرير الوطني مولاي علي، تتوان محمد وموح عبد الله ضد قوات الاحتلال الفرنسية، ونظرا لأهمية المعركة استعمل الجيش الفرنسي ترسانة هائلة لمحاولة إخراج جيش التحرير من قلعته الصامدة.
واستطرد مبتول يقول بمرارة «بهذه الحملة التي تضر بالمصالح العليا للجزائر هناك من يعمل لإثارة الريبة في أوساط سكان المناطق الحدودية الجنوبية والغربية والشرقية، ولتفادي كل تفسير مغلوط في هذا الظرف الصعب عبرت عن أملي في أن يقدم رئيس مجلس الأمة استقالته حتى لا يتولى رئاسة الدولة بالنيابة لسبب واحد هو كونه مؤسس لحزب «الارندي» وبالتالي لا يمكن أن يكون طرفا وحكما ومن ثمة المأمول انتخاب رئيس آخر لمجلس الأمة يكون غير متحزب ويحقق الإجماع».
وتساءل عمن يريد نشر الفرقة بين أبناء المناطق المختلفة للبلد الواحد انتماء ولغة وجغرافية، مبرزا أهمية المكسب الذي حققته اللغة الأمازيغية كلغة رسمية وأصبح دستور 2016 يكرس بوضوح ثلاثية الهوية الوطنية المتكاملة مشكلة من الإسلام، العروبة والأمازيغية، وقد عبر عنها المتظاهرون في المسيرات التي جرت في كافة ربوع الجزائر يتوسطها العلم الوطني بشكل أدهش وأثار إعجاب العالم.
وعاد للصفحات المضيئة في سجل التاريخ الوطني إلى تلك الصور الرائعة التي كتبت بالدم والمعاناة جسدتها العلاقة المتينة بين سكان الجزائر وجيش التحرير الوطني نظير فاتورة ثقيلة لانتزاع الاستقلال، ليقول إنه مع افتخاره بجزائريته ومغاربيته وإفريقيته، يجب تجاوز التعصب الذي ينجم عنه كره الآخر وعدم الخلط بينه وبين الوطنية التي ترتكز على التسامح والحوار.