ثمن المشاركون في المنتدى الوطني لأنصار الذاكرة، المنظم أمس بالمتحف الوطني للمجاهد، رفع شباب الحراك في المسيرات السلمية شعارات تؤكد إحترام رموز الثورة والحفاظ على الهوية الوطنية، واعتبروا ذلك مؤشرا على التشبع بالروح الوطنية انطلاقا من الدعوة لإختيار شخصيات تاريخية لقيادة المرحلة.
قالت وزيرة الثقافة السابقة نادية لعبيدي إن ما سجله الحراك الشعبي السلمي من احترام رموز الوطن والدعوة إلى الاستلهام من مبادئ الثورة التحريرية هي رسالة قوية للداخل والخارج بأن الشباب الجزائري يمثل ارتباطا قويا بجيل أول نوفمبر، مثمنة هذا التماسك في الالتفاف حول مبادئ الدولة الوطنية.
وأشارت لعبيدي في كلمة بمنتدى أنصار الذاكرة، أن المسيرات السلمية الشعبية منذ 22 فيفري الماضي لم تخلو من مظاهر الروح الوطنية، بدءا من حمل المتظاهرين الأعلام الوطنية، أو إلى الشعارات التي يرددها الشباب، قائلة «إن تاريخ الجزائر موجود في الحراك.
واعتبرت لعبيدي رفع العلم الفلسطيني إلى جانب العلم الوطني، بمثابة رسالة قوية من المشاركين في المسيرات السلمية الشعبية مفادها الوقوف مع الشعب الفلسطيني والتضامن معه في كل الأوقات، وذكرت أن الحوار الذي يتبناه المتظاهرون يؤكد على إحترام الروح الوطنية في ظل الإختلاف الفكري، ما يشير حسبها إلى التشبع بالقيم الوطنية.
وناقش منتدى أنصار الذاكرة في جلسة واسعة حضرها باحثون وأكاديميون من مختلف المجالات بعضا من الجوانب ذات الصلة بالتاريخ الجزائري في المسيرات، حيث أبرزت الوزيرة السابقة للثقافة مدى الإهتمام باللغة العربية كرمز من رموز الدولة، وتجلى ذلك في الشعارات المرفوعة أو التي يرددها المتظاهرون، إضافة إلى ترديد الأناشيد الوطنية عبر مختلف المسيرات في ربوع الوطن، الأمر الذي اعتبرته نجاحا للثورة وهوما يسعى الجميع إليه حسب تعبيرها.
من جهته، أكد مدير المتحف الوطني للمجاهد مصطفى بيطام، أهمية إنعقاد منتدى أنصار الذاكرة أسبوعيا وتسليط الضوء على التاريخ الوطني أوالجوانب ذات العلاقة بين الحاضر والماضي، وأكد أن لقاء أمس يسجل 71 جلسة منذ تنظيمه في 2017، مثمنا المشاركة الفعلية لمختلف الباحثين والمجاهدين، والمؤرخين لإثراء اللقاءات وطرح مواضيع آنية حفاظا على الذاكرة الجماعية للأمة الجزائرية.
بدوره ذكر الأستاذ عامر أرخيلة ضرورة إهتمام الحراك الشعبي السلمي بالتاريخ الجزائري، مشيرا إلى تراجع الاهتمام به في السنوات الأخيرة بسبب غياب إرادة سياسية من طرف المسؤولين على الشأن العام، داعيا إلى نفض الغبار عن الأرشيف الوطني، وبدء مرحلة جديدة تعطي لكل ذي حق حقه، وتكشف المزيفين.
ودعا أرخيلة إلى ضرورة الوفاء لأصدقاء الثورة التحريرية في الوطن العربي أوالغربي لأن مساهماتهم لا يمكن نسيانها، ولابد من إرجاع الجميل لكل من أسهم في دعم ثورة الجزائريين.