مجلة «الثورة الأفريقية»ے تنقل شهادات للذين عايشوا جريمة 8 ماي 1945:

مشاهد مروعة تبقى راسخة في أذهان الناجين من المحرقة

سهام بوعموشة

نقلت مجلة الثورة الإفريقية ، شهادات لمناضلين عايشوا مجازر الثامن ماي 1945 بكل من خراطة وسطيف وڤالمة، يصفون فيها المشهد المروع للضحايا والحقد الفرنسي والمستوطنين على الجزائريين الذين رفعوا العلم الجزائري لأول مرة في المظاهرات، بإطلاق وابل من الرصاص من على شرفات منازلهم وهناك من تم إقتيادهم إلى مغارات ورميهم في أفران، جريمة تبقى راسخة في أذهان من عايشوا تلك المجازر وكانوا مشاركين في المظاهرات دونها رضوان عيناد تابت في كتابه «مجازر 8 ماي 1945 في الجزائر».
أكلي محند المولود سنة 1923 ببوزقان بمنطقة أكفادو عضو بحزب الشعب الجزائري منذ سنة 1944، يروي همجية المستعمر صبيحة يوم الثامن ماي 1945، قائلا: «أنا وشقيقي كنا أعضاء في حزب الشعب الجزائري أعضاء منذ سنة 1944 تحت أوامر المسؤولين كنا نصنع السيوف كانت أول مرة قمنا فيها بالإحتفال وكان أول ظهور للعلم الجزائري».
ويضيف: «على الساعة الخامسة صباحا كنا حوالي 15000 شخص أمام مسجد المحطة الإمام الذي كان مسؤولا سياسيا كان معنا في خانة b، قمنا بغلق الطريق المؤدي من سطيف إلى قسنطينة كاملة إلى غاية أعالي «المقهى الفرنسية»، بخط بحوالي 2,5 كلم، وصلنا بالقرب من المقهى فأوقفنا محافظ الشرطة المركزي وطلب منا إنزال العلم الجزائري أخرج مسدسه وأطلق النار على الكشفي سعال بوزيد، الذي سقط تحت العلم في حين حمل شخص آخر العلم عاليا»، مشيرا إلى أن السبب الوحيد للإحتفال هو رفع رايتنا الوطنية عاليا.
في الوقت نفسه أسرع شخص آخر لحمل العلم ورفعه عاليا، أمام هذا الجسم  الملقى على الأرض دعا المسؤول الذي كان يدعى العربي تريسنتي الإسم الثوري  للجهاد، كانت بداية المعركة كل واحد يهرول في اتجاه للتسلح، مضيفا: «نزلت مهرولا نحو محلنا فالتقيت في طريقي جودي مقران وشقيقي حميش، انتزعت منه سيفه الذي أفادني فيما بعد لقطع رؤوس أربع من الأعداء».
ويواصل قوله: «عند مغادرتنا من الثكنة شاهدني الشرطي مورياني، أطلق ثلاث طلقات دون أن يصيبني، كل هذا حدث بشارع «سيلاق» الذي يقطنه بكثرة اليهود الذين كانوا يطلقون علينا النار من شرفات منازلهم، بقسنطينة رفض المحامون المرافعة من أجل قضيتنا».
بتاريخ 19 أوت 1945 يقول أكلي محند هربت في الوقت نفسه رفقائي 95 تم الحكم عليهم بالإعدام وأنا حكم عليا غيابيا أربع مرات، وبتاريخ 14 ديسمبر 1946 تم تنفيذ الحكم في كل من سعودي سعدة ومفتاح زيتوني على الساعة التاسعة صباحا، وجوادي أحمد متهم بجريمتين وتم الحكم عليه بالإعدام ثم العفو عنه تسع أشهر فيما بعد»، مضيفا  أنه تم  تحويله إلى سجن» الدار المربع» في 7 فيفري 1949 أين بقي إلى غاية 16 ماي 1962 مع شقيقه حميش.
شهادة أخرى  لبن ميلود حواس بمنطقة عين الكبيرة ، يقول :» بعد مجازر 8 ماي 1945 تفاعلنا بشكل عفوي بعين الكبيرة، 19 من المستوطنين قتلوا، لقد استوليت على مخزن الأسلحة بالقرية نجحت في الفرار بعد 13 شهرا من تواجدي بالجبل، تمكنت بمساعدة صديق من الحصول على بطاقة هوية مزورة وأخذت اسم قشة محمد ستفيدني في الوثائق الرسمية مدة 17 سنة، هي التي سمحت لي بالذهاب لتونس ثم فرنسا وأخيرا بلجيكا».
من جهته، يروي أعمران مسعود من خراطة، أنه بفضل الحافلة التي تضمن خط النقل سطيف- خراطة سمعنا بالمجازر زجاج السيارات تحطم خلال المظاهرات بسطيف والمسافرون جرح العديد منهم،  قائلا:» كنت من بين الذين قضوا 17 سنة في السجن».
ويقول ماني عبد الله من خراطة :»كنا مختبئين خلال 17 يوما بالجبال رفقة عائلاتنا القوات الإستعمارية أخذت مجموعات من السكان من 50 إلى 60 شخصا لتحرقهم أحياء بعد سكب البنزين عليهم «. هي عينة لشهادة الناجين من مجازر فرنسا المجرمة التي تدعي الحضارة وما تزال لحد الآن تلهث وراء الجزائر لضرب استقرارها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19469

العدد 19469

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19468

العدد 19468

الأحد 12 ماي 2024
العدد 19467

العدد 19467

الأحد 12 ماي 2024