المجاهدة بوعمامة: على المؤرخين الإسراع في تسجيل ما تبقى من الشهادات
شدد المتدخلون من مختلف القطاعات، الوزارة وممثلين عن الإعلام أمس في منتدى أنصار الذاكرة التي نظمها المتحف الوطني للمجاهد، على ضرورة إعادة تاريخنا إلى المكانة التي يستحقها لأنه زاخر ببطولات أجدادنا، بتلقينه بالشكل الصحيح وترسيخه في أذهان الناشئة بداية من المدرسة بكل أطوارها، مطالبين بإنشاء قناة تعنى بالتاريخ.
ذكر مدير المتحف الوطني للمجاهد بالنشاطات التي يقوم بها كحصة موعد مع التاريخ في عددها 212، ومبادرة تسجيل الشهادات الحية في عددها 366، قصد جمع كل ما له علاقه بالتراث التاريخي والثقافي، المادي واللامادي من الوثائق والشهادات الحية التي تخص المقاومة والحركة الوطنية والثورة التحريرية، مؤكدا أن المتحف سيواصل مبادرة الرئيس الراحل هواري بومدين الذي طلب سنة 1975 من الولاة، والمجاهدين وأبناء الشهداء المساهمة في إثراء الذاكرة الجماعية من صور وشهادات، داعيا كل من يتوفر على وثيقة أو شهادة أن يسلمها المتحف حفاظا على تاريخنا.وصف الأستاذ الجامعي مناصرة عبد الكريم، الذاكرة الجماعية بالنخاع الشوكي للأمم التي تحترم نفسها، وهو روح الأمة وأنه علينا معرفة كيفية المحافظة عليه كي لا يزول بسلبياته وإيجابياته كي لا تلومنا الأجيال عنه، وحسبه فإن المشكل في غياب الإرادة السياسة للنهوض بالوطن.في هذا الصدد أوضح أن الذاكرة الجماعية لا تنحصر في الثورة، بل أن ذاكرتنا منذ ما قبل التاريخ، قائلا:» هناك شعوب صنعت ذاكرة قبل أن تكون دولة مثل الكيان الصهيوني، ما نصل لجعل تاريخنا القاسم المشترك والأرضية التي ترتكز عليها» .من جهتها دعت السيدة بوعمامة مجاهدة بالولاية الخامسة التاريخية، المؤرخين للإسراع في تسجيل شهادات المجاهدين والمجاهدات الذين ما يزالون على قيد الحياة وأغلبيتهم مرضى، وتخصيص على الأقل ساعة للتاريخ واستضافة المجاهدين، وكذا التنقل إلى المناطق التي يتواجد فيها من شاركوا في الثورة خاصة في المناطق الريفية، كما طالبت مدراء المؤسسات التعليمية للحديث عن المسيرة النضالية للشهيد الذي أطلق إسمه على المدرسة، كون العديد من الشباب متعطش لمعرفة تاريخ أجداده.بغدادي: علينا ترسيخ فكرة الجزائر ملتقى للحضارات المتعاقبةويرى بغدادي متقاعد من وزارة الخارجية ضرورة تأسيس مدرسة للتاريخ، وترسيخ فكرة أن الجزائر ملتقى للحضارات التي مرت بحوض البحر المتوسط وإبراز دورها، ترسيخ ما هو إيجابي والحديث عن مختلف المحطات التاريخية دون التركيز على محطة دون أخرى، وبعث قناة تعنى بالتاريخ لبعث ثقافة الحفاظ على الذاكرة والتركيز على قطاع التعليم ابتداء من الطور الابتدائي.
وطالب بالتوجه لإنشاء مخابر بحث على مستوى الجامعات تهتم بقضايا الثورة، إنشاء وحدات بحث في شكل منتديات فروع تدور رسالتها حول الحفاظ على رسالة أول نوفمبر، ومواصلة توثيق جرائم فرنسا بمختلف اللغات العالمية.
اقترح ممثل عن الإذاعة الوطنية إيجاد منصات إلكترونية تعنى بالتاريخ لأن نجاعتها في إيصال الرسالة أقوى من وسائل الإعلام التقليدية أحيانا، وتوجيه أصحاب المال للقنوات المتخصصة لترسيخ الذاكرة الوطنية، مشيرا إلى أن الحراك الشعبي أزاح النظرة السوداوية لجيل نوفمبر، وتجلى ذلك من خلال رفع المتظاهرين النداء الوطني والحديث عن شهدائنا في الساحات، وحسبه فهي نقطة ارتكاز تستطيع من خلالها الاستثمار في جيل اليوم، وأضاف أنه يجب توجيه الرسالة المشرع والمنفذ لإعادة مكانة مادة التاريخ في الطور المتوسط والثانوي من حيث المعامل والإجبارية.