تشل حركة وسائل النقل كل يوم الجمعة من الفترة الصباحية إلى المسائية بشكل مقلق حقا، يُحرم المواطن من استعمال الحافلات، الميترو، التراموي، ماعدا النزر القليل من سيارات الأجرة في اتجاهات محددة جدا، لا تخرج عن أحياء ومرافق وسط العاصمة فقط.
وإن كانت هناك اعتبارات أخرى مرتبطة بالتزامات معينة وتتعلّق بظرف معين، حفاظا على الأملاك العمومية، فإن الفترة المسائية ما بعد الساعة السادسة وعند انتهاء الحراك بالإمكان استئناف نشاط النقل على مستوى العاصمة خاصة الميترو والتراموي.. لكن للأسف هذا لم يحدث منذ فترة طويلة جدا.
لا يعقل أن نربط تنقلات المواطن بـ «الحراك» هذا غير معقول، ومرفوض بتاتا، فمنعه من الذهاب إلى أشغاله ونتركه حبيس 4 جدران في بيته، مؤجلا كل خرجاته إلى أهله أو عمله ودواليك..
إننا نأسف للصورة التي وقفنا عليها أمس بالعاصمة كل المحطات مغلقة التابعة لـ «الميترو» أسدلت ستائرها الحديدية بدءا من البريد المركزي وإلى غاية الحراش لا يوجد من هو في مستوى إنقاذ المواطن في هذه اللحظات الحرجة سوى ما يسمونه بـ»الكلوندستان» أي «الفرود» الذي ينتهز هذه الفرصة في غياب الجميع بسعر معقول جدا 100 دينار من أمام محطة القطار بالحراش إلى غاية نواحي ميناء الجزائر.
أما غير هذه الحالة الاستثنائية فلا أثر لسيارات الأجرة الشرعية ولا القطار أو الميترو أو التراموي.. كل شيء متوقف إلى إشعار آخر، خوفا من تجاوزات الحراك وإن كان الغلق خلال الفترة الصباحية مفهوما من الناحية الأمنية، والمخطط المدرج في هذا الإطار فإنه بالإمكان فتح الحركة خلال المساء بدءا من الساعة السادسة أو السابعة ريثما تغادر الجموع الحراك في وسائلها الخاصة.
ولا يمكن أن تبقى الأمور على هذه الحالة فيكفي الخروج بعد الساعة السابعة مساء لتشاهد أو لتتأكّد ما قلناه سالفا «كل جمعة حركة النقل ميتة ما عدا مركبات «الكلوندستان، فإلى متى هذا الغلق؟
