الفلاحون بتيبازة يحصون خسائرهم

مساحات شاسعة من الأراضي الفلاحية تحت ألسنة النيران

تيبازة: علي ملزي

تكبّد العديد من الفلاحين بولاية تيبازة خلال الفترة الأخيرة خسائر فادحة ناجمة عن التهام الحرائق لمزارعهم و تعرّض وسائل العمل والمنتجات الفلاحية للتلف دون ان يتمكن هؤلاء من إنقاذها.
 في ذات الإطار أحصت المصالح الفلاحية بالعديد من المناطق خسائر بالجملة أفرزتها الحرائق المشتعلة هنا وهناك في ظروف مختلفة، و لعلّ أهمها تلك التي تمّ تسجيلها بمنطقة وادي الملاح ببلدية الأرهاط، أين فقد احد الفلاحين ما يربو عن 30 قنطارا من البطاطا كانت مخزنة بمطمورة تحت الأرض بمعية مجموعة من المضخات والأنابيب البلاستيكية و الأشرطة البلاستيكية لبيوت كانت تحوي طماطم جاهزة للجني، اضافة الى عدد من خلايا النحل و خمّ دجاج كان يحوي ما بين 30 الى 40 دجاجة.
 كما خسر فلاحون آخرون أكثر من 150 شجرة مثمرة بمنطقة سيدي عمر بفعل حريق نجم عن شرارة كهربائية بعمود كهربائي، فيما تسببت شرارة أخرى صادرة من آلة حصاد بمنطقة سيدي راشد في اندلاع حريق آخر بشكل مفاجئ أسفر عن اتلاف 5 هكتارات من منتوج القمح وهو المنتوج الذي اتلف منه ما يربو عن 20 هكتارا بمنطقة القليعة في ظروف مغايرة، و تبقى هذه الخسائر المعلن عنها مجرّد عيّنات بالنظر الى تسجيل حالات تلف اخرى ببلديات بوركيكة والداموس .
في ظلّ توسع نطاق الحرائق التي أضحت تهدّد المساحات الفلاحية بشكل محدق عادت قضية التأمينات الفلاحية لتطرح من جديد بحيث أشارت مصادرنا الى أنّ الفلاحين المؤمنين يمكنهم الاستفادة مباشرة من التعويضات المالية، عقب الانتهاء من مختلف مراحل إنجاز الخبرة في حين لن يكون الأمر كذلك بالنسبة لأولئك الذين رفضوا لسبب أو لآخر الانخراط ببرنامج التأمين الفلاحين الذي تنظم بشأنه حملات تحسيسية كل سنة، إلا أنّه في كلتا الحالتين فإنّ المصالح الفلاحية ستعرض تقريرا مفصلا عن الخسائر الناجمة عن الحرائق باعتبارها كوراث طبيعية لعرضه على الوزارة الوصية التي يمكنها اقتراح برنامج تعويضي لفائدة هؤلاء قي حدود ما يقرره الخبراء.
 كانت مصالح الحماية المدنية بالولاية قد سجلت 103 تدخلا خاصا باخماد الحرائق، منذ بداية موسم الحر و الاصطياف في الفاتح من جوان و هي الحرائق التي أتت على أكثر من 413 هكتار من الغابات بمعية خسائر أخرى في الحبوب و الأشجار المثمرة، مع الاشارة الى أنّ 69 منها تخص شهر جويلية المنصرم الذي شهد موجة حرّ عالية و غير عادية ناهيك عن تبخّر الرطوبة التي كانت تحتقظ بها النباتات و قابليتها الكبيرة للاحتراق، مما ساهم في الواقع في الانتشار السريع لألسنة النيران المشتعلة و زحفها على مساحات واسعة.  اشار مصدرنا الى أنّ المديرية العامة للغابات رتّبت ولاية تيبازة ضمن المرتبة الخامسة في قائمة الولايات المعنية بانتشار الحرائق، خلال الفترة الأخيرة بعد كل من تيزي وزو و تسمسيلت و عين الدفلى وبجاية.


 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19449

العدد 19449

الجمعة 19 أفريل 2024
العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024