البروفيسور حميد علالو من المدية:

التكفل بأي مريض ضروري قبل أي عملية جراحية

المدية: علي ملياني

أكد البروفيسور، حميد علالو، خبير في إعداد  برامج الصحة بكندا، صبيحة أمس،  لدى إشرافه على تقييم نشاط الجمعية الولائية « الشفاء» لداء العمود الفقري بالمدية،  أنه في عملية التكفل بأي مريض يطلب منا القيام بالحوار في الحالات المستعصية قبل إجراء العمليات الجراحية، باعتبار أن مناقشة الوضعية المرضية من قبل الأطباء أو أفراد الجمعية تعد عملية محورية.
نبه علالو  في ورقة  بعنوان « برنامج التدخل لدى جمعية الشفاء في مجال امراض العمود الفقري» ، بأن عملية توثيق هذه النقاشات أو القرارات المتخذة يجب أن يكون مبررا لتحديد المسؤوليات الجماعية أو الفردية في مجال ضبط الأخطاء  الطبية لكل متدخل.
اعتبر مستشار الجمعية بأن الشك في مجال الفحص والتشخيص الطبي أو الجراحي  يعتبر  أمرا  مرفوضا، كما أن العملية الطبية تعترضها من حين لآخر بعض المشاكل مع الأطباء أو الطواقم  الطبية المساعدة ، غير  أن معاينة التقصير من طرف أحدهم يقلل من الأخطاء الطبية ونتائجها،  فضلا على أن التوثيق في بعض الحالات العلاجية  الصعبة  في المجالس الطبية يكون فاصلا  عند دراسة  الملف الطبي  للمريض التي تسبق إخضاع المريض للعملية الجراحية لكونه يجنبنا في الكثير من الأحوال الوقوع في الخطأ . علاوة على أن ذلك يسمح لنا بأن  نفرق بين الأفعال العادية والتقصيرية، فضلا على  أن التوثيق يكون في هذا المنوال فاصلا بين المتخاصمين.
دعا علالو مستقبليه بهذه الجمعية المستفيدة من عدة برامج في اطار التعاون الانساني، إلى أن يكون الملف الطبي مرقمنا، إلى جانب حتمية عمل الجمعية بمثل هذه الآليات  التكنولوجية لأجل  ترقية الأداء و النجاح في الميدان الخيري، مطالبا في الوقت باعتماد الفعالية الطبية والمنهجية للوصول إلى النتائج المسطرة والتي بحسبه لا يمكن بلوغها الا من خلال الاحترافية واقتصاد الجهد والمال بغية تحقيق أحسن الخدمات الصحية، كما هو الحال بالنسبة لهذه الجمعية التي تهتم بالتدريب الوظيفي لمرضى العمود الفقري منذ سنوات.
من جهته، حذر خبير إعداد برامج الصحة، من مشكلة التقليل من جرعات الدواء بالنسبة لمرضى السرطان عند عملية العلاج، من منطلق أن المرضى هم سواسية، بحيث  لا يجب أن ننقص جرعة تخدير من مريض و يتم منحها لمريض آخر  في إطار المحاباة والمحسوبية، مستشهدا بالتجربة النوعية لجمعية مهتمة بالبيئة بولاية سيدي بلعباس، خلال استضافتها له ، والتي تمكنت من تطويق بؤرة  فضلات غابة بأكملها بسبب انتشار مهول للبطاريات، محولة إياها إلى غابة نظيفة ، إلى جانب قيامها بإنشاء مشتلة رائدة وبخاصة في إنتاج شجيرات الزيتون بغية تسويقها ودعم أنشطة الجمعية .
وحث البروفيسور على الاقتداء بهذا النموذج الجمعوي في مجال التمويل الذاتي للجمعيات، على اعتبار أنه في حالة عجز الدولة في بعض الأمور يجب على الجمعيات التدخل فيه، معرجا في حديثه البسيط على أن الدول الناجحة أيضا تعتمد على الاستثمار القاعدي لأفراد المجتمع وبخاصة لدى فئة الطفولة الصغيرة بدءا بمراجعة وزن الحقيبة المدرسية التي تعد إحدى أسباب الإصابة بأمراض العمود الفقري .
انتقد الخبير الكندي ما يسمى بعملية  الوصول إلى العلم بالمحان ولا سيما في المجال الطبي، داعيا أعضاء هذه الجمعية المختصة إلى اعتماد أساليب النجاح ، من بينها حسن الإنصات للآخر ، الحوار ، القيادة ، والأعمال الجماعية، توظيف المهارات النفسية والتكنولوجية،  باعتبار  أن هذه الآليات هي من بين الأسباب الحقيقية  للنجاح الفردي والجماعي والمؤسساتي في الدولة ، في اطار وجوب إعادة النظر في أنماطنا التسييرية  في مختلف مناحي الحياة.
اختتم علالو تدخله بأنه حان الوقت لمعرفة أساليب وأهمية استعمال الوسائل التكنولوجية في تحسين الوضع الصحي للسكان والتقليل من الأخطاء الطبية مثل ما قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية في مجال معالجة مرضى السرطان بالأشعة من خلال خفض الأخطاء الطبية من 15٪  إلى صفر بالمائة ، مثمنا ما تقوم هذه الجمعية من اتصال مع المرضى إلى العلاج، على أن هذه الجمعية يجب أن تنظر إلى المريض كمريض، مع تكثيفها للعمل التوعوي في إطار التربية الصحية التي نفتقدها كثيرا في بلادنا الجزائر.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19450

العدد 19450

السبت 20 أفريل 2024