قال إن الوضع الراهن يزيد البطالين بطالة والفقراء فقرا، أ. ملاحي:

تأخر الانتخابات الرئاسية يساهم في هلامية الحياة الاجتماعية

سجلها: نورالدين لعراجي

نحن في حاجة إلى طمأنينة اجتماعية واقتصادية وليس تهويل

أرجع الدكتور والكاتب علي ملاحي، أستاذ الادب واللغة العربية بجامعة الجزائر 2، خلاصة الموقف الذي يعيشه الشعب الجزائري إلى الخوف من المستقبل، لأنه لا توجد مؤشرات حسبه، تدل على التفاؤل .. ولولا هذه القامة الكبرى التي يقفها الجيش الوطني الشعبي لكان الصراخ والعويل يملأ الشوارع والبيوت. وباختصار شديد كل يوم يمر خارج الانتخابات الرئاسية يساهم بشكل خطير في هلامية الحياة الاجتماعية وتضاعف حالة البؤس لأنه في نظر ملاحي.. يؤثر في الوضع الراهن فيزيد البطالين بطالة والفقراء فقرا.
عاد ملاحي إلى الحراك الشعبي، وانتفاضة الجموع في 22 فيفري، قائلا إنها حققت المطلوب بوضوح، لكن استمراره بطريقة درامية جعل المجتمع المدني أمام سؤال كبير من يقود الحراك ؟وتنوعت الأسئلة، لنجد أنفسنا امام عصابات أطلق عليها الملاحظون تسميات مختلفة، ومطالبهم الحالية تدل على عدم براءة نواياهم .. لأن الأمر صار يهدد هوية الجزائر واستقرارها.. لذلك فقدت المطالب مشروعيتها.

مصداقية العدالة والجيش خط أحمر

دعا ملاحي هؤلاء وهؤلاء للجلوس إلى طاولة حوار مشروعة تشرف عليها العدالة الجزائرية برعاية الجيش وعلى رأسه قائد الأركان الفريق ڤايد صالح.. لتسريع إجراء انتخابات تشرف عليها أجهزة العدالة وهي قادرة على ذلك.. بكل جدارة، ولا يمكن لأي كان التشكيك في مصداقية العدالة والجيش إلا من يريد العمل تحت أجنحة مشكوكة لا تخدم الجزائر ولا تريد الخير للجزائريين.
قائلا نحن بحاجة ماسة إلى طمأنينة اجتماعية وسياسية وثقافية واقتصادية وأمنية، ولسنا بحاجة إلى تهويل، ونحن بحاجة إلى تهدئة الوضع لا إلى تصعيده، والكل تحت إشراف العدالة الحكيمة.. بعيدا عن لغة التطاول والتسرع.. وأعاد ذلك إلى عدة أسباب من بينها أن المجتمع يعيش حالة من القلق النفسي والخوف والارتباك نتيجة تضارب الأخبار والأحداث وتسارعها.. والتي تنهال بطريقة سياسية يشوبها التهريج والدعاية المغرضة التي تهدف إلى النيل من الجزائر ومن جيشها المتماسك..
وحسب ملاحي فإن المشهد السياسي اليوم يعرف الكثير من الخبراء يقدمون فتاواهم الاقتصادية والاجتماعية والقانونية، والحل بيد العدالة والجيش.. لأن التهويل الإعلامي أفقد المصداقية لكل الحلول، داعيا في الصدد ذاته القيادة العسكرية أن تأمر هذه الشلة من الحراك إلى التعقل، وقد كان قائد الأركان في آخر كلمة له صادقا في كل ما قاله إن الجزائر ليست عاقرا، ولم نعد بحاجة للبكاء على مزيد من الأطلال.. ورهاننا الأن أن لا نخسر المزيد من الوقت والفرص، ولأن السفينة لا يمكن أن يقودها قبطانان فإن سلطة القرار يجب أن تصدر من الجهة القادرة على ذلك وهي العدالة التي تمثل الشعب بكامله..

وسائل الإعلام مطالبة بالتهدئة

وفي ختام جلسة المؤانسة رافع ملاحي عن النخبة الجامعية التي طالها التهميش مثل الكثيرين ممن اقتنعت بالمدرجات الجامعية، ولاتريد لهذا الشعب ان يقتنع بموقعه إلى حين اختيار الرئيس الذي يخرج به الصندوق، بعيدا عن لغة الإملاءات التي تزكي هذا وذاك لقيادة مرحلة انتقالية من شأنها أن تعصف بكيان الدولة، ولابد من الإقرار أننا أمام موقف مصيري يتطلب التضحية، ولا نريد أن نشجع من يصب الزيت على النار. حفاظا على نخوة الوطن وكرامة المواطن.. وعلى أصحاب النوايا الحسنة تقع مسؤولية الدعوة إلى التهدئة وتصفية الأجواء، وعلى وسائل الإعلام أن تدعم هذه النزعة على صعيد واسع / التهدئة ثم التهدئة.. //..كلنا في كفة واحدة.. وكلنا كنا ضحايا قوانين أفرزت الفساد في كل شيء.. لذلك لا داعي لتحفيز الدعوات التي تصادر حقوق البعض على حساب البعض الآخر.. لأنه لا وطن لنا إلا الجزائر.. ومن يزين التفرقة هو أول من تحرقه نارها.. دون شك.. ونحن لا نريد أن تكون فوق ذلك بلادنا، بلاد الشهداء تربة خصبة – بعد كل التضحيات – لاتساع لغة الانتقام بين الأجيال.. القادمة..  نريد الخروج من الأزمة بأقل التكاليف لأننا بكل صدق نفكر في مستقبل الجزائر وفي مستقبل أبنائنا.. بعيدا عن كل الذين َيسدُّون أبواب السلم والأمن ويغذّون النعرات.. والظنون..  
وختم بأمنية قائلا «دعونا نشعر بالاستقرار والأمان..  ولا أنسى في كل هذا أن أطلب الصفح ممن أخطأت في حقهم دون قصد.. فما حيلتي إلا أن أقول للجميع تعالوا إلى كلمة سواء..  ضعوا ثقتكم في العدالة والجيش وتعالوا نبدأ خطوة الألف ميل».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19815

العدد 19815

الأحد 06 جويلية 2025
العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025
العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025