خاطرة

تخيلني

سلمى ڨرين

تخيلني شخصا أرتديكم، تخليني شخصا منبوذًا مكروهًا أُنسيكم، تخيلني استعمارا تائهًا قاتلاً يحتلكم، تخليني طعاما دون ملح يـفسد على أجسادكم المتعة، قل أني اللعينة التي أبعدت من أحبهم، قل إني الساذجة التي تعذب ولا تسأل عن حالكم، قل إني المفرد الذي لا جمع له، قل بعد أن يَختل قلبك ..اِنها هي وراء هذا الاختِلال و من غيرها، قل إني نوتة متطرفة تفسد مُوسيقاك ...لكنها فلسفة عميقة، فالحَقيرة في نظرك، هي الرائعة في نظر بعضكم و الرائعة في نظرهم، هي المتعة في نظر الأخر ...لسْتُ هنا لأفعل ما تأمروني به يا سادة، أنتم من ثُبعثرون أنفُسكم ولكِنكم المُخطِئون دائمًا ...إنكم المُثيرون دائمًا ... للشفَقة طبعًا، إنكم إذا لبِستم عدسات الحزن و النّكد لا تزُيلونها ..ان نظركم المقزز الذي يتخيل .
انني اذا أبعدت شخصا، لأنك لم تكن تسوى قشرة البصل في عينّي ذاك اللعين ...إنكم من تختارون لعب دور الضحية واقتباس الضُعف في الفيلِم الذي أخرجه ...أنا المخرجة بطريقة مختلفة، أنا مُوزعة الأدوار كما تُوزع السُحب الأمطار ... لكنني لا أجبر أحدا ... إنني أقوم بمُونْتاج بَسيط لبَعض الأدوار، لكنّني بالله عليكم لا أُغير شيئا ... إنني مجموعة صِفات من اختياركم . إنني من أَضع الآن أمَامكُم عَدسات الماضي وعدسات المستقبل ...كالعادة لتختاروا ... إنني من تختارون كيف تعيشونها ..أَنا الحــَياةُ . 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19839

العدد 19839

الأحد 03 أوث 2025
العدد 19838

العدد 19838

الجمعة 01 أوث 2025
العدد 19837

العدد 19837

الخميس 31 جويلية 2025
العدد 19836

العدد 19836

الأربعاء 30 جويلية 2025