تحسبا لإنطــلاق الحملـة الانتخابية للرئاسيات

الإعلام علــــى مسافـــة واحدة مـن المترشحـين

سعيد بن عياد

«الحملة الانتخابية سوف تعرف، بلا شك، بعض الحرارة، ما يثير جدلا ونقاشا وأحيانا يتوقع حدوث انزلاقات في تصريحات أو إعلان مواقف، وهو أمر لا يشكل تهديدا للعملية نفسها، طالما أنها تبقى ضمن نطاق الإثارة الانتخابية».
الإعلام ليس مرافقا فقط للعملية الانتخابية وإنما هو شريك بحكم صلته المباشرة بالرأي العام وتمركزه في صلب التحولات التي تعرفها البلاد، خاصة في مرحلة بناء جزائر جديدة بالمعنى الدقيق للمفهوم وهو الارتقاء إلى مستوى متقدم ضمن الشعوب والدول الراقية في ظل عولمة مفتوحة على تحديات كثيرة، أبرزها تلك التهديدات التي تستهدف سيادة الدول الناشئة وليس من سبيل لاتقاء شرورها سوى تكريس منهج ديمقراطي مطابق للخصوصيات الوطنية من شأنه أن يستوعب الانشغالات ويحمل التطلعات المشروعة.
في خضم الحملة الانتخابية التي تنطلق في 17 نوفمبر، فاتحة المجال أمام المترشحين الخمسة الذين رسمهم المجلس الدستوري، سوف يكون الإعلام الاحترافي في مواجهة ظروف تقتضي منه التزام أقصى درجات المهنية من أجل وضع المواطنين بكافة توجهاتهم في صورة أحداث تلك اليوميات التي يرتقب أن تكون «ساخنة» ومثيرة، بالنظر لثقل الحدث وأهمية السباق الرئاسي، بحيث يتابع عن كثب كل التفاصيل ويتفاعل مع التصريحات ويراقب السلوكات ويلاحظ التجاوزات المحتملة لينقلها بموضوعية للقراء والمشاهدين والمتابعين.
ثقل المسؤولية في التعامل بأعلى درجات الموضوعية، تفرض التموقع على نفس المسافة من كل المترشحين، حتى يكون المواطن وبالذات الناخب ملمّا بكل التفاصيل ليقوم بتحديد اختياره وضبط موقفه عن قناعة وبمسؤولية حتى يمكن صياغة توجه انتخابي يندرج ضمن الإرادة التي عبر عنها الشعب الجزائري والتي تحمل مضمون ما يطالب به الشعب باتجاه بناء دولة قوية بمؤسسات نابعة من قلب المجتمع، ترتكز على سلطان القانون وشفافية الإدارة وفاعلة المرفق العام واعتماد الكفاءة والولاء للوطن قبل غيره.
بالمقابل، يلقى على عاتق المتنافسين للوصول إلى كرسي الرئاسة عبء لا يستهان به في مجال التعامل الإعلامي وذلك بأن يكون القائمون على المداومات وبالأخص المكلفين بالشق الإعلامي فيها، أكثر انفتاحا على المحيط ومن ثمة عدم تحميل غيرهم أيّ تهوان وتقصير أو تأخر، في وقت شرع فيه البعض في تنشيط عجلة الحملة تحسبا لليوم المحدد لبداية السباق، خاصة وأن الفضاء الإعلامي يعرف انتشارا مذهلا لمختلف وسائط التواصل الرقمية التي تفرض منطقها وتتطلب الحيطة والحذر من جانب محترفي مهنة الصحافة، حتى لا يقع المواطن في مرماها. علما أن هناك من يسعى بكل الوسائل لتعطيل المسار أو عرقلته من خلال بث أخبار وهمية وأخرى ملفقة.
بلا شك، أن الحملة الانتخابية سوف تعرف بعض الحرارة ما يثير جدلا ونقاشا وأحيانا يتوقع حدوث انزلاقات في تصريحات أو إعلان مواقف، وهو أمر لا يشكل تهديدا للعملية نفسها، طالما أنها تبقى ضمن نطاق الإثارة الانتخابية التي تعطي نكهة للسباق، غير أن الإعلام باحترافيته واتزانه وعمق تحليله سوف يكون الطرف الذي يحافظ على توازن السباق عن طريق التدخل الإيجابي للفت انتباه المترشحين وممثليهم لخطورة الذهاب بعيدا في انتهاج ما يعكر صفو المناخ الذي يحتاج إليه الناخب لتشكيل صورة واضحة وشفافة عن كل مترشح.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024