تفاعل، أمس، أبناء الجالية الجزائرية في الخارج مع نتائج الانتخابات الرئاسية، واصفين الخطوة ببداية نهاية الأزمة السياسية التي دخلت فيها البلاد منذ أكثر من عشرة أشهر، مؤكدين أن الحراك لم ولن يفقد قوته بل سيبقى قاعدة ديمقراطية تراقب رئيس الجمهورية الجديد.
فور إعلان النتائج الأولية للاستحقاق الرئاسي عبر مجموعة من الكتاب والناشطين الجزائريين المقيمين بالخارج عبر مواقع شبكات التواصل الاجتماعي عن أملهم في دخول الجزائر عهدا جديدا مع الديمقراطية سيما، بعد بوادر الأمل التي لاحت في المشهد السياسي والتطلع لمرحلة أخرى من التوافق والتآلف بعيدا عن انقسام الوطن في غنى عنه.
وفي هذا الصدد كتب حمدي محمد الفاتح أستاذ الإعلام بجامعة قطر أن الرئيس الجديد سيعمل تحت مراقبة الشعب، وأن ملفات ثقيلة في انتظاره، الأمر الذي من شأنه أن يعزز دور الرقابة الشعبية في إصدار القرارات المتعلقة بالمواطنين، مضيفا أن أولويات الرئيس الجديد كذلك بحث آليات وكيفية استرجاع الأموال المنهوبة من طرف العصابة.
البلاد تخطت مرحلة سياسية صعبة
وكتب جمال صالحي عضو الرابطة الإسلامية بالنرويج «أن الجزائر تخطت مرحلة سياسية صعبة في ظل ما رافق عملية تنظيم الانتخابات الرئاسية، وأشار صالحي الذي يعتبر عضوا في الجمعية بأوسلو إلى أن أبناء الجالية متمسكون بوطنهم الأم ويرفضون المساس باستقراره الذي يعتبرونه خطا أحمر.
وتحولت أغلب صفحات أبناء الجالية الجزائرية سيما النخبة إلى دعوات لمرافقة البلاد في الحفاظ على استقرارها والتوجه إلى بناء جمهورية جديدة، معتبرين أن الاستحقاق الرئاسي بوابة إلى انتقال ديمقراطي حقيقي ستكون فيه الكلمة للشعب بكل تجلياتها، لان الإرادة الشعبية تجلت في التوافق الوطني للخروج من عنق الزجاجة بعد تجلي بوادر انفراج الأزمة السياسية.
الشباب شارك في صنع الأمل
من جهته، كتب الناشط السياسي المقيم بتركيا رضا بوذراع، أن الشباب الجزائري شارك في صنع الأمل الذي ينشده كل الجزائريين من خلال مواصلته الحراك الشعبي في صورة سلمية بعيدا عن العنف، وهو ما بوأه مكانة عالمية، ستمنحه الفرصة لأن يكون عنصرا فعالا في التغيير الحقيقي للواقع من خلال الانخراط في الحياة السياسية والإسهام في بناء دولة الحق والقانون.
ودعا بوذراع عبر صفحته الخاصة بموقع فيسبوك الشباب إلى التمسك بالأمل رغم كل الظروف التي عرفتها البلاد، والاستمرار في التظاهر السلمي لمرافقة بناء مؤسسات دولة قوية، بعيدا عن دعاة الفشل والتفرقة التي تقلل من شأن الحراك السلمي، وكتب «الحمد لله لقد أثبت الشعب وعيا كبيرا فمشى بين الألغام بدون خسائر بشرية، وشكل مخيالا سياسيا جديدا قادرا على التعامل مع المرحلة القادمة والتي ستحكمها أدوات قوة صنعها الشباب الانسان الواعي، الفكرة الواضحة، المشروع الواضح، والتنظيم المحكم».