على هامش افتتاح أكاديمية للعمل الإجتماعي

د.بكيس يدعو إلى استرجاع الثّقة بين المواطن والسّلطة

التّغيير الحقيقي ينطلق من القاعدة إلى الهرم

دعا الدكتور نور الدين بكيس، أستاذ علم الإجتماع السياسي، أمس، إلى «ضرورة تقديس العمل ورفع الطبقة الشغيلة لجهودها نحو تحقيق تنمية بشرية شاملة»، معتبرا الاعتماد على الجهات الرسمية في التغيير دون الأشخاص غير منطقي، لأنّها فشلت في تكوين منظومة أخلاقية وسياسية، وأدخلت البلاد في أزمة معقّدة.
جلال بوطي
أوضح بكيس خلال مداخلة له على هامش افتتاح أكاديمية العمل الإجتماعي بفندق السلطان بحسين داي، أنّ الأزمة التي شهدتها البلاد نتاج تراكمات طويلة «أسهمت فيها المؤسّسات الرسمية بشكل كبير»، وحسبه فإنّ المواطن أيضا يتحمّل جزءا من المسؤولية بالنظر إلى الواقع والدراسات الأكاديمية، حيث بات يتّصف بالاتّكالية والاعتماد على الغير في بناء المجتمع. واعتبر الباحث أنّ فرصة الحراك الشعبي ثمينة لمرافقة الإرادة الشعبية في التغيير، وإن كانت هناك آليات صعبة لإعادة كسب الثقة بين المواطن والسلطة، على حد قوله.
وأبرز الباحث، أنّ آليات إسهام النّخبة في المرحلة الحالية ضرورة لكن بالابتعاد عن الطرق التقليدية، والاعتماد على أساليب جديدة للتأثير في المجتمع، واصفا الوضع الحالي بالمخيف، نظرا لانتشار ثقافة الإحباط لدى الرأي العام الوطني من تراجع بوادر التغيير المنشود سواء على الساحة السياسية أو الإجتماعية.
إشراك النّخبة في مسار التّحوّل
شروط النّهضة الاقتصادية والبشرية موجودة وتحتاج ــ حسب بكيس ــ إلى استثمار حقيقي يجعل من المستحيل ممكنا في ظل الإرادة الشعبية، رغم أنّ التحول الاجتماعي من مجتمع شبه متكاسل إلى مجتمع منتج يتطلّب تضحيات طويلة، لأن المواطن اعتاد على غيره في الكسب أو العمل، مثمّنا إطلاق مبادرة العمل الاجتماعي التي تضم النخبة الوطنية في إطار إحداث فكر شامل إيجابي يثمّن المبادرات الفردية والجماعية. ولما للجانب الاجتماعي من علاقة بالاقتصاد، أشار الباحث الى اهمية الاستثمار في الإطارات الوطنية، وإشراكها في منظومة التحول الحاصل، وإن كانت النخبة - حسبه - لا تزال بعيدة عن تطلعات المجتمع.
وتحدّث الباحث عن أهمية التأطير داخل المجتمع، كونه آلية مهمة في رفع المطالب الاجتماعية أو إحداث التغيير، وأبرز تأثّر الحراك الشعبي السلمي الذي انطلق في 22 فيفري من العام المنصرم بالتّشتت بسبب غياب التأطير لرفض أغلب المشاركين فيه بالانزواء تحت مظلّة معيّنة، رافضين كل أشكال الاتحاد، وفي نفس الوقت دعا بكيس السلطة إلى الاستثمار في الموارد البشرية الهامة، وعدم تفويت فرصة الإقلاع الحقيقي لبناء مستقبل حضاري.
وتأتي فكرة تأسيس أكاديمية العمل الإجتماعي حسب الشروحات التي قدّمها القائمون على المبادرة كمساهمة جادّة وبنّاءة لمرافقة نخب المجتمع والنشطاء الاجتماعيين، وكذا منظمات العمل الاجتماعي عموما، لأداء دورهم الهام والحساس في مواكبة التحولات المجتمعية والاستثمار في زخم الوعي العام للارتقاء بالعمل الاجتماعي. وتعد الأكاديمية مؤسّسة للمرافقة فقط، ولا تهدف لتكوين شبكة عمل اجتماعي أو لتأسيس منظمات وتأطيرها، حيث أنّ المنظمات التي ستستفيد من خدمات الأكاديمية ليست لهم أي التزامات تنظيمية تجاه الأكاديمية، بل هم أحرار في وضع أطرهم التنظيمية، وتوجيهها وفق ما يرونه ملائما في خدمة المجتمع الجزائري.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024
العدد 19444

العدد 19444

الأحد 14 أفريل 2024