تحرص على تسوية سلمية للأزمة في ليبيا

الجزائر طرف وازن في ندوة برلين

حمزة محصول

تشارك الجزائر، في الندوة الدولية حول الأزمة الليبية، التي تستضيفها العاصمة الألمانية برلين، وتعرض رؤيتها للحل الذي يصب في صالح الشعب الليبي بناء على موقفها الصارم تجاه الاقتتال الداخلي الدائر منذ سنوات والذي يصب في خدمة المصالح الأجنبية.
رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، سيخاطب المجتمع الدولي وبالأخص «صناع القرار الدولي»، اليوم، في برلين، بكثير من الوضوح بشأن حتمية وقف إطلاق النار في ليبيا ومساعدة الأطراف الليبية على العودة لطاولة الحوار من أجل إيجاد حل سياسي لأزمتهم المعقدة.
وكان رئيس الجمهورية، قد أزال الغبار عن الموقف الجزائري تجاه ما يجري في ليبيا منذ سنة 2011، وأخرجه من دائرة «التطلع» إلى دائرة «الدور الفعال».
وشدد في أول خطاب رسمي له على أن «الجزائر أول المعنيين بالاستقرار في ليبيا، أحب من أحب وكره من كره»، وأكد في معرض استقباله للوفود الدبلوماسية الليبية والغربية رفض انهيار الشرعية وانكسار الوحدة الوطنية والترابية في ليبيا.
وانطلاقا من التصريحات الدبلوماسية القوية المعبر عنها منذ خطاب التنصيب، تكون كلمة رئيس الجمهورية تكريسا للموقف الصارم والمبدئي مما يجري في هذا البلد الجار والغني بالنفط، خاصة ما يتعلق برفض التدخلات العسكرية الأجنبية، وعدم اتخاذ دماء الشعب الليبي مطية لتحقيق المصالح الحيوية الضيقة لمجموعة من الدول، والحفاظ على وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ الأسبوع الماضي مع دعم وتشجيع الفرقاء الليبيين على العودة لطاولة الحوار.
وينطلق الموقف الجزائري، من منطلق تاريخي وحضاري تجاه الشعب الليبي الشقيق الذي وهب أرضه لتكون قاعدة خلفية للثورة التحريرية، لذلك لن تسمح لنفسها من باب المبدأ صب الزيت على نار الفتنة الملتهبة هناك.
الجزائر التي تعتبر أمنها القومي مرتبطا بشكل وثيق بأمن ليبيا بفعل الجوار على امتداد شريط حدودي على مسافة 980 كلم، لا يمكن أن تتخلى عن دورها المحوري في حماية السلم والاستقرار الإقليمي، ويكون من الخطأ الاعتقاد بأنها ستكتفي بالملاحظة أمام خطر فوضى انتشار السلاح وأنشطة الإرهاب وعصابات الجريمة المنظمة.
وإذا كانت أوروبا تبرر لنفسها التدخل في ليبيا، خوفا من هجمات إرهابية وتكدس سواحلها الجنوبية بالمهاجرين غير الشرعيين، فإن الجزائر تتحرك من أجل حقن دماء الليبيين وصيانة أمنها القومي والمساهمة رفقة دول الجوار في كبح العمل الإرهابي في المنطقة.
ويتوقع أن يسقط رئيس الجمهورية الذرائع الواهية التي تتخذها مجموعة من الدول المتدخلة بشكل سافر في الشأن الليبي، فيؤكد على أهمية ترك مستقبل ليبيا لليبيين ولا ينبغي أن يشكل النفط والغاز وغيرهما من مبررات التدخل ذرائع للاستمرار في تشجيع  الأطراف المتقاتلة في بينها.
وتشكل ندوة برلين فرصة تاريخية للأعضاء الدائمين في مجلس الأمن للتكفير عن خطئهم التاريخي بمنح الضوء الأخضر لحلف الناتو لقصف وتدمير مؤسسات ليبيا سنة 2011، كما سيكون عليهم مساعدة الأمم المتحدة على تحمل مسؤوليتها الأخلاقية تجاه هذا النزاع الدامي والمعقد الذي عجزت عن احتوائه وتوفير المخرج الآمن له.
بينما ستلعب الجزائر إلى جانب الاتحاد الإفريقي والدول المؤمنة بالتسوية السياسية للأزمة دورا فاعلا في مساعدة الفرقاء الليبيين على حقن دمائهم واستئناف الحوار، كما تقنع الدول المتدخلة من أجل تقديم التنازلات الكفيلة ببناء المظلة الدولية الراعية للحل التوافقي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19450

العدد 19450

السبت 20 أفريل 2024
العدد 19449

العدد 19449

الجمعة 19 أفريل 2024