من التهوين إلى التهويل هكذا يتعامل الجزائريون مع فيروس كورونا، بعد الاستهتار والتنكيت وحتى تسييس الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة لمواجهة هذا الخطر الداهم، انتقل الجميع إلى مرحلة الطوارئ والجري لاقتناء كل المواد الغذائية.
قامت «الشعب» بجولة في العاصمة وزارت بعض محلات المواد الغذائية العامة و»سوبيرات»، فلاحظنا طوابير طويلة للمشترين، الجميع يتهافت على اقتناء المواد الغذائية ومواد التنظيف، حتى القصابات يحكي أحد المواطنين انه أمضى وقتا طويلا وهو يبحث عن شراء الدجاج، القصابات باعت كل الدجاج ؟.
في إحدى المساحات الكبرى «سوبيرات» اقتنى أحد الزبائن ما قيمته 31000 دج من العجائن فقط «مقارون، أندومي وغيرها...) هذا الحساب الذي دفعه هذا الزبون للبائع، محل آخر سألت «الشعب» صاحبه عن السميد، فأبدى اندهاشه، وقال أنه: «لا يفهم ما الذي حصل، كل كمية يعرضها لا يمر عليها وقت طويل حتى تستنفد، حتى انه لم يعد هناك كيلوغرام واحد في المخزن، وتركته وهو ينتظر قدوم الشاحنة لتموينه بالسميد والفرينة».
كما شهدت شركة مطاحن السميد والعجائن الغذائية إنزالا بشريا، الجميع يقتني أكياس السميد والفرينة ذات وزن 10 و20 كلغ، وكذا العجائن المختلفة، والغريب في الأمر أن أبسط معايير الحيطة المنصوح بها غير مطبقة، طوابير وتقارب كبير للأشخاص بعضهم ببعض، سلوكات تنم على عدم الوعي تماما بخطورة الوضع الصحي التي تعيشه الجزائر.
المطهرات هي الأخرى تكاد تعرف الندرة، فبإحدى الصيدليات أخبرتني عاملة بها أن ما تبقى من محلول التطهير والتعقيم هي الكمية الأخيرة التي تحصلوا عليها، ناهيك عن سعرها التي تضاعف عدة مرات، فالقارورات الصغيرة من «جال هيدروالكوليك» المستوردة بيعت بـ 250 دج، في حين أن سعرها لم يكن يتجاوز 180 دج قبل الإعلان عن انتشار المرض.
كلما حلّت مناسبة أو ظرف طارئ إلا وتلتهب الأسعار، من يتحّين فرص كهذه «ليسطو» على جيب المواطن ويحقق ما لم يحققه طيلة السنة، الحيطة وحسن التدبير واجب، لكن لا يجب الوصول إلى حالة الهستيريا، وهذا ما لاحظناه ميدانيا.
غير أن بعض المواطنين يرون أن هذا وباء والأحرى أن نفكر في بعضنا البعض، التخلص من الأنانية، وبحسبهم الصين إن لم يكن شعبها متعاونا ومتضامنا لما استطاعت أن تحيط بالوباء الذي حصد أزيد من 3600 صيني.
ويرى بعض المواطنين أنه على وسائل الإعلام تفادي التهويل وأن لا تمطر المشاهدين بأخبار بطابع «هام «أو «عاجل»، الذي أتعب المواطن نفسيا، لأنها في آخر المطاف هي «أخبار عادية « بحسبهم، وتندرج في اتجاه أخذ الاحتياط للوقاية من المرض.