لم يكن، نهار أمس، المتزامن مع اليوم الأول من الشهر الفضيل، كسابق الأيام، إذ لم يشهد الاكتظاظ الرهيب الذي ميّز في غضون الأيام الأربعة الأخيرة، إلى درجة التخوف من انتشار موجة ثانية من الفيروس.
انعكس قرار تقليص ساعات الحظر بساعتين إيجابا في اليوم الأول من تطبيقه؛ ذلك أن الحركة التي ميزت الشوارع والأحياء، كانت معتدلة بدرجة كبيرة، قياسا الى أول أمس الخميس، الذي تميز بازدحام مروري غير عادي وبطوابير لمواطنين لا نهاية لها أمام المحلات، بحجة الاستعداد لشهر رمضان الكريم، ليدخل الجميع في سباق مع الزمن، أشبه بهستيريا.
هذا السلوك، الذي حذّر منه الأطباء ووزارة الصحة منذ إعلان أول إصابة بفيروس كورونا «كوفيد-19»، جاء في عز الذروة التي تتطلب التحلي بحذر شديد، لتفادي العدوى وانتشارها على انطاق واسع.
رغم الموعد، فالظرف الراهن يقتضي الحذر، فبعث الطمأنة الذي جاء للحد من الخوف، لا يعني نهاية الخطر، ما يستوجب الحرص من الجميع على التزام قواعد الوقاية ومضاعفة اليقظة سلوكا وتصرفات وأبرزها التباعد الاجتماعي.
وإذا كان ارتفاع عدد حالات الشفاء مؤشرا إيجابيا حيث ارتفع ليبلغ 3 أضعاف الوفيات، بعدما كانت الوفيات في بداية المرض أكبر من حالات الشفاء، فإنه لا يعني التراجع عن احترام الحجر المنزلي وكذا الحظر الصحي، لأن الفيروس الذي باغت العالم قبل عدة أشهر، لا يمكن التنبؤ بمتغيراته وقد يستفحل في حالة التراخي.
وحلول الشهر الفضيل في مثل هذا الظرف، يقتضي تغيير العادات والالتزام بالبقاء في البيت، وعدم الخروج تحت أي مبرر وتفادي التجمعات، خاصة في الأحياء، مهما كانت الظروف، وهو ما أوصى به رئيس عمادة الأطباء بقاط بركاني في تصريح مقتضب لـ «الشعب»، والذي دعا المواطنين الى الصبر مهما كانت الظروف صعبة، لربح المعركة ضد الفيروس، مع نهاية هذا الشهر الكريم، محذرا من أن «غزو» الشوارع سينسف الجهود المبذولة.