دعت النقابة الوطنية الجزائرية للنفسانيين، إلى التفكير في رسم سياسات إقتصادية وإجتماعية جديدة ومرنة قادرة على الصمود وتوفير الحماية اللازمة لجميع العمال، حتى يتمكنوا من مواجهة أي خطر في أي وقت يهدد مصادر عيشهم.
قالت نقابة النفسانيين، بمناسبة الاحتفال بعيد العمال، المصادف لأول ماي من كل سنة، إن ما يميز إحتفالات هذه السنة، أن الكثير من عمال العالم مهددون في سلامتهم الجسدية والنفسية واستقرار لقمة عيشهم بسبب الأضرار الناجمة عن إنتشار وباء كورونا (كوفيد-19) الذي كشف عن أثره المدمر على العمال جميعا في مختلف أنحاء العالم، حيث تكشف تقارير منظمة العمل الدولية عن تفاقم الخسائر في الوظائف وفقدان مصادر العيش بسبب إجراءات الحجر الصحي من جهة. ومن جهة أخرى، تتوقع منظمة الصحة العالمية زيادة الضغط والخطر على العاملين المجندين لمكافحة انتشار الوباء، على غرار العاملين في قطاع الصحة الذين يواجهون هذا الوباء في الخطوط الأمامية، مما يهدد صحتهم وسلامتهم البدنية والنفسية.
وسجلت نقابة النفسانيين، أن الأنظمة المعتمدة حاليا لحماية صحة وسلامة العمال وتوفير فرص دائمة للعمل، لا تستطيع الصمود أمام أوضاع إستثنائية كالتي خلفها وباء (كوفيد-19)، وذهبت إلى أبعد من ذلك، حيث قالت إن انتشار الوباء أثر كثيرا عن هشاشة هذه الأنظمة التي تستدعي أكثر من أي وقت مضى إعادة النظر فيها وتكييفها مع المستجدات الطارئة التي تهدد الجنس البشري في مصادر عيشه. فبالنسبة لملايين العمال يشكل فقدان الدخل لديهم إنعدام الطعام، والأمن والإستقرار وغموض المستقبل.
وأمام هذا الوضع الإستثنائي غير المتوقع، ولأن الجميع معرض لتهديد مشترك، دعت نقابة النفسانيين إلى التفكير في رسم سياسات إقتصادية وإجتماعية جديدة ومرنة قادرة على الصمود وتوفير الحماية اللازمة لجميع العمال، لكي يتمكنوا من مواجهة أي خطر في أي وقت يهدد مصادر عيشهم.
وأوضحت أن هذه السياسات الجديدة، ينبغي أن ترتكز على حماية إجتماعية حقيقية تضمن صحة وسلامة القوى العاملة وتعطي للإقتصاد القدرة اللازمة على الصمود، فلا يمكن في أي حال من الأحوال تصور إستمرارية أي حركة إقتصادية إلا عبر قوى عاملة تتمتع بالصحة والسلامة والحماية الإجتماعية.
وأبرزت أهمية تأسيس السياسات الاقتصادية والاجتماعية القادمة على قيم التعاون والتضامن والأخوة، خاصة وأن انتشار وباء كورونا، أظهر أن العالم كتلة واحدة لا تفرقه الرايات ولا الحدود، وهو ما ينبغي أن يستمر بعد هذه الجائحة.
وعبرت النقابة عن أملها في أن تستوعب هذه القيم جيدا، وأن يستمر الجميع في تجسيدها في كل الأوقات، لأنها ستجعلنا دائما أقوياء وفي كل الظروف.