قصة قصيرة

«انطباعات خاطئة»

سوسي زهية

كنت شابا طائشا في سن المراهقة و وصل بي الأمر إلى طريق المخدرات ، و بما أن الصاحب ساحب ، و من بين رفقاء السوء الذين يحيطون بي كان لي صديق منذ الصغر ، لم يتركني و بفضله تغيرت حالتي ، يوم أصر على مرافقته للمسجد  و حين رأيته يتجه إلى المنبر و بدأ في إلقاء الخطيتين... نعم كان إمام المسجد خجلت من نفسي ، أين هو و أين أنا ! تحدث عن رحمة الله و مغفرته بعباده و نحن نصلي تلى على مسامعنا الآية :  ﴿وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ .
قررت يومها الابتعاد عن ما أنا فيه سحبني هذا الرفيق من شلة القرف... لم يتركني و أنا في الحضيض  و أخذ بيدي للطريق الصحيح فالحمد لله .
أتذكر يوم قررت أن أعفي لحيتي لكن للاسف ، فمنذ التزمت و أعفيتها و أنا أعاني من التصنيف ما إن يروني تفاجئون  -» آه فلان أنت من كنت سيء الطباع ؟ «أنت من كنت مدمن».... دائما يذكرونني بزلاتي حتى حرمت أن أكون إنساناً يخطىء و يتوب و الفئة الأخرى تعاملني كالملتزم المتشدد فإن ضحكت يقولون انتم الإخوة تمزحون ؟ و إن آثار شيء قلقي يحاسبونني و يقولون هل هذا هو الإسلام ؟  لست مثلما  ما صورتنا المسلسلات لست إرهابي يقتل الناس  , لست شخصا متسخ الملابس , لست بعيدا عن الحياة فلا أضحك و أمازح ، لست متخلف فأنا الدكتور و أنا المعلم و الطبيب والإمام... ، فأنا من لحم و دم مثلكم أنا رجل مسلم ، أخطأت كثيرا و تبت بعدها بحث و عرفت أمر ربي في اللحية فأطعته فقط ، إياك أن تعاملني على لحيتي و لا تنتظر مني الخطأ كي تطعن في اللحية والإسلام فلم ادعي يوما الكمال فأنا بشر أخطئ و أتوب و أخطئ.. قد أسبقك عند الله بدرجات فلا تَطْعَني و تجعلني سببا في سيئة سَتُكْتب عليك ،  فاللحية مجرد خيار ، هذا هو أنا و مزال طريقي الى الله طويلة و تذكر جيدا هذه لحيتي أنا و تنبت على وجهي أنا ، فلنترك التصنيف و لنعطي لأنفسنا الفرصة للتعرف على الناس من خلال سلوكياتهم و أخلاقهم و ليس مظهرهم .

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19842

العدد 19842

الأربعاء 06 أوث 2025
العدد 19841

العدد 19841

الثلاثاء 05 أوث 2025
العدد 19840

العدد 19840

الإثنين 04 أوث 2025
العدد 19839

العدد 19839

الأحد 03 أوث 2025