اعتبر الباحث في التاريخ القديم والأستاذ المحاضر بقسم التاريخ بجامعة باتنة 1، جمال مسرحي، أنّ «استرجاع رفات 24 من المقاومين الجزائريين للإستعمار الفرنسي يجسّد أسمى معاني الوفاء لمن استشهدوا من أجل الوطن».
وصرح ذات الباحث أمس لـ «وأج»، أن هذه المبادرة تعبر عن تجسيد الدولة الجزائرية لوفائها تجاه تاريخها وصناع تاريخها، كما تنم أيضا عن وفاء الشعب الجزائري لأبطاله الذين ضحوا بالنفس والنفيس من أجل تحرير الجزائر من براثن الغزاة.
وتعد هذه الخطوة التي جاءت مفاجأة للشعب الجزائري عشية الاحتفال بالذكرى 58 لعيد الاستقلال والشباب، وإن كان المفاوض يعلم بالتأكيد بمسار المسعى بكل تفاصيله، على حد تعبير الاستاذ مسرحي، امتدادا لاستعادة الجزائر لرفات الأمير عبد القادر غداة الإستقلال وإن كانت الظروف تختلف ووضعية الشهداء تختلف أيضا، كما قال.
وأكّد المتحدث على ضرورة الإستمرار في المطالبة بإسترجاع ما تبقى من رفات أبطال آخرين، الذين يبقى مكانهم الطبيعي والوحيد هو مربع الشهداء بالأرض التي سقتها دماؤهم الطاهرة.
وأبرز جمال مسرحي الذي كان واحدا من الباحثين الذين طالبوا وبإلحاح ولمرات عديدة بضرورة استرجاع رفات مقاومي الانتفاضات الشعبية للإستعمار الفرنسي بالجزائر، أن رفاة الشهداء تعد جزءاً من الذاكرة الوطنية وحلقة مهمة في مسار المقاومة المريرة ضد المحتل، حيث تبقى شاهدا حيا على حب الجزائري لأرضه وتفانيه في الدفاع عنها ببسالة، وكذا عن شجاعته وثورته على كل أشكال الظلم والعدوان.