وصف الأمين العام للمنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين، خالفة مبارك، استرجاع جماجم ورفات شهداء المقاومة الشّعبية، بالحدث التاريخي والبطولي، كونه سمح بعودة رجالات المقاومة الوطنية إلى أرضهم التي ضحّوا من أجلها بعد أكثر من 170 سنة.
أوضح خالفة في تصريح لـ «الشعب»، أنّ استرجاع الجماجم يكشف الوجه الآخر لفرنسا ولعقيدتها الإجرامية، بعدما نهبت وقتّلت وعذّبت وخانت عهودا ومواثيق، ودنّست آثار قادة عظام في المقاومة الشعبية والحركة الوطنية، ولم تستثن أي أحد من سياستها الاستدمارية، متسائلا عن الأسباب التي برّرت فرنسا لنفسها للاحتفاظ برفات وجماجم قادة عظماء، وفيما إذا كانت رُحّلت على سبيل التشفي أو كدليل لها على الانتصار في حروبها أو كجريمة في حق الانسانية وتعرضها في متحف الانسان وهي ترفض الاعتراف بها في تناقض فاضح لعقيدتها الاستعمارية.
وأشار أمين عام منظمة أبناء المجاهدين إلى أن استرجاع الرفات والجماجم كان مطلب كل المنظمات الثورية وهيئات المجتمع المدني، بل كان مطلب كل جزائري غيور على تاريخه، الذي حاولت فرنسا طمسه بمختلف الوسائل، ولكن التاريخ أبى ذلك، وفي كل مرة كان يلقّنها درسا يجهض كل ادعاءاتها بأنها دولة حقوق الإنسان والحريات.
وأكّد في هذا السياق، أن العملية تعكس الجدية والإخلاص التي أظهرتها الإرادة السياسية للقيادة الجديدة في التعامل مع هذا الملف، كونه يتعلق بالذاكرة الوطنية للدولة الجزائرية التي لا يمكن لها أن تبنى دون كل مكوناتها، خاصة وأن هذه الرفات تعود لقادة لهم باع في المقاومة الشعبية، وكانوا الأرضية الأولى التي رسمت أولى ملاحم الكفاح ضد المستعمر.
وفي المقابل عبّر الأمين العام للمنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين عن أمله في أن تكون هذه العملية خطوة لتحقيق مطالب أخرى من فرنسا، على غرار مدفع بابا مرزوق، الذي استولى عليه المحتل الفرنسي سنة 1830 وتم وضعه كنصب في إحدى ساحات مدينة «بيرست» ومن فوقه ديك رومي إلى غاية اليوم، ناهيك عن اعتراف فرنسا بالجرائم التي ارتكبتها ضد الشعب الجزائري وتعويضها لكل ما اقترفته في حقه.
وأبدت المنظّمة تمسّكها باسترجاع كل أرشيف الجزائر المتواجد بفرنسا، باعتباره يؤرّخ للعديد من المحطات التاريخية، وهو ملك للجزائر باعتباره كتب على أرضها وهو ما تنص عليه كل التشريعات والقوانين الدولية، وهرّب الى فرنسا لتطمس الكثير من الحقائق وتستغله في تشويه رموز النضال الوطني.
وحسب خالفة يعتبر استرجاع الأرشيف الوطني أمر هام جدا، لما يلعبه من دور كبير في معالجة الكثير من الحقائق والكشف عن العديد من الوقائع التي طمست أو حرّفت لغاية واحدة، وهي خدمة مصالح فرنسا بالجزائر.