دعت النقابة الجزائرية لموظفي الإدارة العمومية «سفاب» إلى حماية الأطقم الطبية والمؤسسات الصحية من الاعتداءات وتطبيق قوانين صارمة ضد المعتدين، مشيرة إلى ضرورة استرجاع الثقة بين المواطن والجيش الأبيض للخروج من الأزمة الصحية العالمية التي تمر بها البلاد في ظل جائحة كورونا.
نددت نقابة «سفاب» على لسان الأمين العام لخضر عشوي في تصريح لـ»الشعب» بكل أشكال الاعتداء على الأطقم الطبية، مطالبا المسؤولين بتطبيق قوانين صارمة على المعتدين لوقف الظاهرة، خصوصا في هذا الوقت العصيب الذي تمر به البلاد بسبب الكورونا.
وأشار المتحدث إلى ضغوط يعمل فيها مهنيو القطاع في ظل قلة الإمكانيات وصعوبة السيطرة على الوضع بسبب إنتشار الوباء.
وقال عشوي إن المنظومة الصحية في الجزائر تعاني مشاكل كبيرة، بدءا من نقص الإمكانيات الطبية وغياب الاستشراف، غير أن الوضع يختلف حاليا، لأن عمال السلك الطبي في حرب مع عدو غير مرئي وسط ضغط رهيب بين محاولة إنقاذ الأرواح وقلة المعدات الطبية اللازمة لمحاربة الفيروس المستجد، الذي كانت ضحاياه بالآلاف في دول ذات منظومة صحية متطورة.
وأوضح المتحدث بخصوص الظاهرة، أنها ليست بالجديدة، وإنما تفاقمت بسبب الوباء وتزايد عدد الإصابات وقلة الوسائل المادية والبشرية، التي تجعل الطبيب يتعرض للضرب والشتم لعدم قدرته على إسعاف المريض، مؤكدا أن عمال المستشفيات خاصة مصالح «الكوفيد» يعملون في ضغط رهيب بسب قلة الإمكانيات البشرية والمادية مقابل غياب الوعي عن المواطن الذي يصب غضبه على عمال السلك الطبي الذين يعملون منذ 5 أشهر دون توقف.
وأضاف الأمين العام أن الدول المتقدمة، مثل إيطاليا وإسبانيا عانت من قلة المعدات الطبية للتكفل بالمصابين بالكوفيد، لأنها لم تكن جاهزة لمواجهة كورونا. نفس الأمر في الجزائر، الأطباء يعملون وفق الإمكانيات المتاحة والمرضى لا يدركون الأمر، مشيرا أن مشكلة الصحة في الجزائر أعمق من ذلك.
وحسب لخضر عشوي، الوضع بحاجة إلى قرارات صارمة من الحكومة في حق المتهجمين على ممتلكات المنشآت الصحية أو الأطقم الطبية، مشيرا أن الوضع الوبائي الراهن يفرض مضاعفة أعوان الأمن بالمستشفيات لتفادي أي مشاحنات من شأنها أن تنعكس سلبا على سير عمل الأطباء واستقرار المستشفيات.
وأكد المتحدث رفض النقابة التام لهذه الممارسات، داعيا إلى ضرورة نبذها من الجميع من خلال التحلي بالوعي ومحاولة استرجاع الثقة بين المواطن والطبيب الذي يعمل ليلا ونهارا لإنقاذ الأرواح، مطالبا في الختام وزارة الصحة بالاهتمام بمطالب الأطباء وتحسين ظروف عملهم للارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لهم وللمرضى على حد سواء.
