تعرف حصيلة الإصابات منحى تنازليا في الآونة الأخيرة عبر الوطن، حيث سجلت اللجنة العلمية المكلفة بمتابعة فيروس كورونا 298 حالة فيما يتم تسجيل ارتفاع متزايد في حالات الشفاء وسط المرضى.
الملاحظ أن بعض الولايات ما تزال تحتل الصدارة في عدد الإصابات مقارنة بغيرها من ولايات الوطن ، بداية بوهران 23 إصابة ثم البليدة 21 إصابة لتليها الجزائر العاصمة بـ 18 إصابة وباتنة 14 حالة، في حين سجّلت سطيف انخفاضا محسوسا وصل إلى 4 حالات بعد أن كانت تشكل بؤرة وبائية، منذ أشهر.
وترى مديرة مؤسسة الصحة الجوارية ببوشاوي - الشراقة د.نادية علاّم لـ» الشعب»، أن احتفاظ هذه الولايات بالصدارة من حيث عدد الإصابات، سيما الجزائر العاصمة، راجع للكثافة السكانية الكبيرة، إلى جانب فتح مختلف المساحات التجارية والترفيه والتسلية وعودة الحركة وسط الناس، غير أن الحصيلة تبقى في نزول مقارنة بما كانت عليه، منذ أشهر، وهو مؤشر إيجابي على تضاؤل قوة الفيروس.
وتشير د. علاّم إلى أن وعي المواطنين بخطورة فيروس كوفيد- 19، والعمليات التحسيسية والتوعوية التي قامت بها مختلف فواعل المجتمع بما فيها الصحية والمجتمع المدني ساهم كثيرا في خلق ثقافة صحية، سيما بالمناطق الحضرية، وأخذ كل الاحتياطات والتدابير الوقائية لمنع تفشي كورونا وهو ما أدى إلا نقص عدد المصابين بمختلف المؤسسات الاستشفائية على الأقل بالعاصمة، فيما يتم التكفل بالحالات المشتبه فيهم أو ممن تأكدت إصابتهم.
وحذّرت المتحدثة من التراخي والتهاون في تطبيق تدابير الوقاية من الفيروس، سيما بالأحياء الشعبية ووسط التجمعات الشبابية، مثمنة التزام القائمين على المساحات التجارية والأسواق وكذا الحملات ووسائل النقل الجماعي على غرار الترامواي وصرامتهم في تطبيق كل الإجراءات الموصى بها، سواء من الأطباء أو اللجنة العلمية المكلفة بمتابعة الفيروس، سيما ما تعلق بالتباعد الجسدي وارتداء الكمامة.
من جهة أخرى، أشارت د. علاّم أن التحقيقات الوبائية مازالت مستمرة فالجزائر ما تزال في قلب المعركة ومحاربة الفيروس، لأنها تلعب دورا كبيرا في رصد ومراقبة مدى تفشي الوباء وسط الأسر الجزائرية، لضمان التدخل السريع والتكفل بالمصابين سواء بتوجههم نحو المؤسسات الاستشفائية أو بإلزامهم البقاء بمنازلهم طوال فترة الحجر الصحي لمدة 14 يوما، مع ضمان المراقبة اليومية لحالاتهم.
ونبهّت المتحدثة إلى ضرورة أخذ التلقيحات اللازمة، سيما ونحن على مقربة من موسم البرد الذي يعرف انتشارا واسعا للأمراض التنفسية، على غرار الانفلونزا الموسمية، مشيرة إلى أنه خلال شهر أكتوبر الداخل سيتم تلقيح المواطنين ضد هذا النوع من الانفلونزا، ولكن هذه المرة الكل معني فلم يعد الأمر مقتصرا على المسنّين والأطفال أو من يعانون حساسية، وذلك كإجراء احترازي واحتياطي من أي تطور في الحالة الوبائية بالجزائر.
في المقابل، دعت مديرة مؤسسة الصحة الجوارية ببوشاوي – الشراقة المواطنين إلى عدم الانسياق وراء المعلومات المغلوطة ومايروّج له عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول مدى جدية ونجاعة اللقاحات المكتشفة لمعالجة كوفيد- 19، مؤكدة أهمية ترك هذا الأمر للاختصاص فهم من لهم القدرة على الحكم عليه من خلال الاختبارات السريرية، ناهيك عن الثقة في العلماء والأطباء باعتباره الجيش المرابط في الجبهة الأولى لمواجهة الفيروس.