الدبلوماسي ووزير الاتصال السابق، عبد العزيز رحابي:

الجزائر مستهدفة باستراتيجية «ضغط دائم»

كشف الدبلوماسي ووزير الاتصال السابق، عبد العزيز رحابي، الخميس، عن وجود استراتيجية «ضغط دائم» تطورها بعض الدوائر القريبة من المغرب والتي تهدف إلى إجبار الجزائر على تغيير أولوياتها.
في تصريح لـ «LSA-Direct» قال رحابي، «الكثير من الخبراء الاستراتيجيين القريبين من المغرب، يطورون استراتيجية ضغط دائم، مؤكدا أن الهدف المرجو من حرب الاستنزاف هذه «هو إجبار البلد على تغيير الأولويات».
وبحسب رحابي، فإن الجزائر دائما ما كانت تحت ضغط دائم بخصوص المسائل الإقليمية، خاصة القضية الفلسطينية.
وكشف رحابي قائلا: «يطلبون دائما منا تقديم تنازلات بخصوص القضية الفلسطينية، إلا أننا لم نفعل ذلك»، مشيرا إلى أن «العديد من البلدان الأجنبية، بما فيها بلدان صديقة، طلبت من الجزائر في 1988 بتأجيل المجلس الوطني الفلسطيني الذي انعقد بالجزائر العاصمة لوجود تهديدات».
وفي حديثه عن التدخل العسكري المغربي في منطقة الكركرات، أوضح السيد رحابي أن المغرب يتمتع بدعم دبلوماسي مباشر وغير مشروط من فرنسا ومجلس الأمن الدولي وأيضا بدعم مالي لجهود الحرب من طرف بلدان الخليج».
وفي رده على سؤال حول غياب إرادة مغربية في استئناف مسار المفاوضات مع الصحراويين، قال الدبلوماسي السابق إن «المغرب يشعر بالقوة في كل مرة يظن فيها حلفاؤه أن الجزائر ضعيفة».
وذكر في هذا الصدد، أن المغرب قرر في 1995 تعليق مشاركته في أشغال اتحاد المغرب العربي عندما كانت الجزائر تعيش وضعا أمنيا صعبا جدا.
وبعد أن أكد أن النزاع الصحراوي «قضية تصفية استعمار»، ذكر ذات المتحدث أن المغرب قد التزم دوليا بتنظيم استفتاء تقرير المصير بالصحراء الغربية.
وشدد في هذا السياق، على ضرورة حث مجلس الأمن على تحمل مسؤولياته تجاه الشعب الصحراوي، متأسفا على غياب مبعوث خاص بالصحراء الغربية.
كما رافع رحابي من أجل توسيع عهدة المينورسو إلى مراقبة حقوق الإنسان، كما نصحت به الجزائر.
واعتبر في هذا السياق، أن القضية الصحراوية «لا تمنع بناء الاتحاد المغاربي»، بحيث قرر قادة الدول المغاربية الذين اجتمعوا في زرالدة عام 1988 وفي مراكش سنة 1989 الفصل بين القضية الصحراوية ومسألة بناء اتحاد المغرب العربي.    
ووصف رحابي تصريحات رئيس الوزراء التونسي السابق، منصف المرزوقي حول الصحراء الغربية بـ»الفضيحة»، لأن هذا الأخير، بحسبه، لا يعترف بحق الصحراويين في إقامة دولة، لأن تعدادهم يبلغ 200.000 نسمة.
وأردف بالقول، «أنا شخصيا أعرف العديد من البلدان، منها دول عربية، يقل عدد سكانها الأصليين عن 200.000 نسمة»، كما يوجد أكثر من 50 بلدا عضوا في الأمم المتحدة لا يتجاوز عدد سكانها 200.000 نسمة.
وتابع بالقول، «من المؤسف أن تصدر مثل هذه التصريحات التي تحمل نزعة استعمارية من رئيس سابق ترأس بلدا صديقا، وإنني لأجد ذلك مؤسفا جدا من طرف رئيس سابق ملزم بواجب التحفظ في مجال السياسة الأجنبية».

الجزائر محاصرة

وفي تطرقه إلى العدد الأخير لمجلة «الجيش»، اعتبر رحابي أن «مهمة الجيش تتمثل في تحسين وتعزيز العلاقة مع الشعب»، مشددا على ضرورة «عدم التأثير على العلاقة بين الشعب وجيشه».
وأوضح نفس المسؤول بالقول، «يجب على الشعب أن يجد نفسه في جيشه فيما يخص حماية البلد، كما يجب على الجيش أن يجد نفسه في شعبه، لأن مهمته تكمن في نشر الأمن وامتصاص مخاوف المجتمع في حالات النزاع، لأننا نمر بحالة نزاع صعبة»، حيث ذكر في هذا الصدد حالة النزاع في ليبيا ومالي والكركرات التي ولدت حالة من التوتر مع المغرب.
واستطرد المتحدث بالقول، «الجزائر محاصرة وهذه حقيقة. هناك نزاعات مسلحة بالقرب من حدودنا وكذا تدخلات عسكرية مباشرة للقوات الأجنبية»، مضيفا أن «هذه الحالة كافية من اجل التعبئة».
في هذا السياق، أشار السيد رحابي أن «الجزائر لا تنتمي لأي نظام دفاع عسكري جماعي»، مضيفا أن «هذه الحالة تعطيكم حتما سيادة في اتخاذ قرار عسكري، لكنه يتطلب منكم المزيد من الوسائل ويقظة أكبر».
وأضاف بالقول، «لحسن الحظ لدينا أصدقاء تقليديين دعموا كفاح الجزائر من اجل استقلالها»، مشيرا الى الصين وروسيا اللذين «تربطهما علاقات عسكرية مميزة مع الجزائر».
وبخصوص اللائحة التي أصدرها البرلمان الأوروبي حول وضعية حقوق الانسان في الجزائر، أكد الدبلوماسي السابق أن «مسألة حقوق الإنسان يتم التعامل معها بطريقة انتقائية من طرف دول الغرب».
من جهة اخرى، أشار رحابي إلى «أنانية الاتحاد الأوروبي الذي يخصص اقل من 3 بالمئة من استثماراته الخارجية لبلدان الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط»، معربا عن استنكاره كون الدول الاوروبية تنظر الى الجزائر «كسوق ومورد للمواد الخام ودرع ضد الهجرة غير الشرعية والإرهاب».
وأدان نفس المتحدث، دفع فديات للجماعات الإرهابية في منطقة الساحل، واصفا هذه المقاربة الغربية «بالتناقض».
من جهة أخرى، أعلن الوزير السابق عن اطلاق مبادرة او مبادرتين سياسيتين تهدف الى «اعادة بعث الحياة السياسية» و»الخروج من حالة الخمول» فور عودة رئيس الجمهورية، عبدالمجيد تبون، الى الوطن.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025
العدد 19811

العدد 19811

الثلاثاء 01 جويلية 2025
العدد 19810

العدد 19810

الإثنين 30 جوان 2025