بعد شهرين من التخوف والقلق

استقرار الوضعية الوبائية في انتظار توفير اللقاح

فتيحة كلواز

الوقاية أنجع الحلول لكسر سلسلة عدوى كوفيد- 19

تعرف الجزائر حالة من الاستقرار في عدد الإصابات الجديدة حيث سجلت في الأيام الأخيرة أول نزول لها تحت عتبة 400 إصابة بعد شهرين كاملين، عاش فيهما الجميع حالة من الخوف والقلق بسبب تجاوزها ألف إصابة في اليوم الواحد، ما أدى إلى اتخاذ إجراءات وقائية أكثر صرامة لمنع خروج الوضعية الوبائية عن السيطرة.
سجل يوم الثلاثاء 17 نوفمبر الماضي تجاوز الجزائر عتبة الألف إصابة في 24 ساعة حيث تم تسجيل 1002 حالة جديدة، ما خلق ارتباكا كبيرا وسط المواطنين حيث أظهروا تخوفا كبيرا من الأسوأ أو خروج الأزمة الصحية عن السيطرة.
فبعد التخفيف من الإجراءات الوقائية والعودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية تهاون المواطن في احترام توصيات المختصين بصفة خاصة التباعد الاجتماعي، ارتداء القناع الواقي والتعقيم المستمر لليدين، ما أدى إلى بلوغ 1133 إصابة جديدة في 24 نوفمبر الماضي.
الارتفاع غير المسبوق لعدد الإصابات اليومية فرض خيار التشديد في الإجراءات الوقائية، وهو ما قامت به الوزارة الأولى عملا بتعليمات رئيس الجمهورية من خلال إعلانها لجملة من القرارات كان أهمها، توسيع قائمة الولايات المعنية بالحجر المنزلي إلى 32 ولاية، فُرض فيها حظر التجول أو الحجر المنزلي من الساعة الثامنة ليلا إلى الساعة الخامسة صباحا، مع منح ولاة الولايات المتبقية غير المعنية بالإجراءات الأخيرة الحرية في أخذ القرارات التي من شأنها الحيلولة دون ارتفاع عدد الإصابات الجديدة.
كما تم تمديد إغلاق سوق السيارات، وحظر الترامواي والنقل الحضري في العطلة الأسبوعية، والإبقاء على حظر النقل ما بين الولايات والمترو.
مست إجراءات التشديد أيضا بعض الأنشطة التجارية حيث تم غلق محلات بيع الأثاث والألعاب، وقاعات الحلاقة ومحلات بيع الحلويات بدءً من الساعة الثالثة بعد الظهر، بينما فرضت على المقاهي والمطاعم بيع الوجبات الغذائية عن بعد إلى غاية الساعة الثالثة زوالا موعد غلقها، كما منعت التجمعات العائلية كمناسبات الزواج والختان والجنائز والمقابر.
جاءت القيود الجديدة لمواجهة وباء فيروس كورونا بعد دق الأطباء ناقوس الخطر بسبب الموجة الثانية للوباء التي خلقت اكتظاظا في المستشفيات، وكذا التأثر الكبير للخدمات الصحية المقدمة للمرضى غير المصابين بالفيروس، بعد تحويل المصالح الطبية إلى مصالح كوفيد-19، مع وقف العطل لمستخدمي الصحة، خوفا من بلوغ المؤسسات الاستشفائية حالة التشبع، ما يعني خروج الوضعية الوبائية عن السيطرة.

تعايش حذر واللقاح هو الحل

تطبيق الإجراءات الجديدة الصارم والضرب بيد من حديد مع كل متهاون أو متراخ في احترام تدابير الوقاية، كان سببا مباشرا في استقرار الوضعية الوبائية في الجزائر، فمنذ الشهر الفارط عرف منحنى الإصابات انخفاضا ملحوظا وصل في الأيام الأخيرة إلى أقل من 400 إصابة يومية، ما انعكس بالإيجاب على يوميات المواطنين خاصة بعد التخفيف من الإجراءات المشددة، لكن دون إغفال ضرورة الإبقاء على الحذر والالتزام الصارم بتوصيات المختصين، لأن العالم اليوم أمام مرحلة تعايش مع الوباء وليس القضاء عليه.
استقرار الوضعية الوبائية، واقتناع السلطات بأهمية التعايش مع المرض أدى إلى إطلاق الرحلات الجوية الداخلية يوم 6 ديسمبر الماضي من وإلى الولايات الجنوبية، مع تطبيق صارم للبروتوكول الصحي الخاص بالنقل الجوي وخفض عدد التذاكر إلى النصف، في انتظار إعادة فتح الحدود وإطلاق النقل ما بين الولايات والميترو، خاصة وأن المواطن يعيش معاناة حقيقية بعد وقف نشاطهما منذ شهر مارس الفارط.
وربط الملاحظون فتح الحدود ببداية حملة التلقيح بالجزائر حيث أعلن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في 20 من الشهر الجاري انطلاقها بداية شهر جانفي المقبل، وأسدى تعليمة للوزير الأول لوضع نظام عملياتي ليتكفل بتحضير جميع الجوانب اللوجستية المرتبطة بعملية استيراد اللقاح، تخزينه وتوزيعه، مع وضع شرط مصادقة منظمة الصحة العالمية على اللقاح الذي ستقتنيه الجزائر، من أجل الشروع في حملة التطعيم.
وتميز الخطاب الرسمي بتوجيهه رسائل طمأنة للمواطنين لم يمنع تخوفهم من الآثار الجانبية للقاح، خاصة على ضوء ظهور سلالة جديدة اصطلح على تسميتها بـ»كوفيد-20»، اعتبرها الخبراء أكثر شراسة وأسرع انتشارا من كوفيد-19 بـ70 بالمائة، في وحين جدد الأطباء نداءهم وتأكيدهم على الوقاية كحل ناجع لكسر سلسلة العدوى، في انتظار ما ستفرزه الأيام القادمة من تطورات.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025
العدد 19811

العدد 19811

الثلاثاء 01 جويلية 2025
العدد 19810

العدد 19810

الإثنين 30 جوان 2025