للاحتلال المخزني ارتباط وثيق بفساد النظام وديكتاتوريته.. جرائم وتحالفات خبيثة
قال رئيس مجلس الأمة صالح قوجيل، إن قرار محكمة العدل الأوربية إقرار دولي جديد بعدالة القضية الصحراوية، مؤكدا أن الجزائر المنتصرة بقيادة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، ستواصل مساهمتها في صناعة انتصارات الشعوب ضد الاستعمار.
أكد رئيس مجلس الأمة، أمس، في كلمة أمام الندوة 48 للتنسيقية الأوروبية للجان التضامن مع الشعب الصحراوي، ألقاها نيابة عنه نائبه محمد رضا أوسهلة، أكد أن الجزائر المنتصرة بقيادة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، ستواصل مساهمتها في صناعة انتصارات الشعوب ضد الاستعمار على خطى انتصاراتها، عبر فضح جرائم الاحتلال المغربي على الأراضي الصحراوية المحتلة وإحباط مشروعه الاستعماري التوسعي في المنطقة، وتكريس مساندتها المطلقة للشعب الصحراوي، ولممثله الشرعي جبهة البوليساريو حتى تحقيق النصر بتقرير المصير والاستقلال.
وجدد قوجيل التأكيد على أن الجزائر، من خلال عضويتها غير الدائمة في هذا المجلس، تواصل مساعيها من أجل هذه الغاية، بإشراف من رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، والذي وجه بأولوية القضايا الإفريقية خلال عهدة الجزائر، وعلى رأسها تصفية الاستعمار.
بالمناسبة، حرص على التذكير أن المجتمع الدولي قد أجمع، سرا وعلانية، على أن القضية الصحراوية مسألة تصفية استعمار، باستثناء الاحتلال المغربي، الذي لايزال متمسكا بوهم “الوحدة الترابية” المزعومة، مستندا في ذلك على دعم القوى الاستعمارية التي تقايض حقوق ودماء الصحراويين مقابل صفقات تجارية مشبوهة، تتصرف فيها دولة الاحتلال المغرب فيما لا تملك.
من جهة أخرى، نوه قوجيل بالانتصارات الجديدة التي توجت جهود شرفاء العالم ومن بينهم التنسيقية الأوربية للجان التضامن مع الشعب الصحراوي، بعد أن قضت محكمة العدل الأوربية ببطلان الاتفاقيات التي أبرمها الاتحاد الأوربي مع دولة الاحتلال.
واعتبر قوجيل القرار انتصارا قانونيا مميزا، كونه قادما من أوربا، وهو إقرار دولي جديد بعدالة قضية الصحراء الغربية، واعتراف صريح بأن الوجود المغربي في الإقليم هو استعمار يوجب حماية حقوق الشعب المحتل من الانتهاكات والأطماع.
وأشار إلى أن قرار محكمة العدل الأوربية بعدم سيادة المغرب على أرض الصحراء الغربية، يضاف إليه قرار محكمة العدل الدولية بلاهاي، والتي أكدت عدم وجود أي صلة تاريخية أو جغرافية بين الصحراء الغربية والمغرب، يجعلان من استمرار الاستعمار في المنطقة، إهانة للقضاء الدولي ويضعان مجلس الأمن الدولي مجددا أمام مسؤولياته.
رئيس مجلس الأمة وبعدما أشاد باختيار جمهورية البرتغال لاحتضان الندوة الثامنة والأربعين للتنسيقية الأوروبية للجان التضامن مع الشعب الصحراوي، تزامنا واحتفال الشعب البرتغالي بالذكرى الخمسين لثورة القرنفل، التي أدت إلى استقلال العديد من الدول الإفريقية، لم يفوت المناسبة ليذكر بالدعم الذي قدمته الجزائر لهذه الثورة، مؤكدا أن للاستعمار ارتباط وثيق بفساد النظام ودكتاتوريته واستبداده ضد شعبه، وهو المخزن لكل الآفات والانتهاكات والجرائم والتحالفات الخبيثة.
وأشار في السياق، إلى أن وقوف الجزائر إلى جانب الشعب البرتغالي في ثورته ضد الدكتاتورية، التي أفضت إلى نهاية مرحلة استعمارية مؤلمة في إفريقيا، ودعمها اللامشروط للحركات التحررية في العالم، هو تجسيد لمبادئ ثورتها المجيدة ووفاء لعهد تاريخي أبدي لا تحيد عنه، ينص على مساندة الشعوب المستعمَرة في كل مكان في العالم.
واستذكر صالح قوجيل، اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، والذي يُباد على أيدي احتلال استيطاني صهيوني آخر في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، وجدد التضامن معه، مؤكدا أن القضيتين الفلسطينية والصحراوية هما مقياس يقظة الضمير العالمي، ولن يعرف العالم السلام إلا بحلهما وفق ما تنص عليه الشرعية الدولية.
للإشارة، انعقدت أشغال الندوة الثامنة والأربعين للتنسيقية الأوروبية للجان التضامن مع الشعب الصحراوي، تحت شعار: “أوروبا وإفريقيا، قارتان موحدتان من أجل الدفاع عن الحق في تقرير المصير واستقلال الصحراء الغربية، آخر مستعمرة في إفريقيا”، وذلك بمشاركة مئات المتضامنين مع عدالة القضية الصحراوية ومنهم أعضاء البرلمانات من كافة أنحاء العالم، اجتمعوا من أجل دراسة مستجدات الوضع في الصحراء الغربية جراء الانتهاكات الجسيمة التي يمارسها الاحتلال المغربي، وتنسيق الجهود وإعداد مخطط عمل للعام 2025، لمواصلة دعم حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال.
التزام جزائري ثابت بالدفاع عن حق الشعوب في تقرير المصير
أكد عبر الرزاق تواتي، نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني، رئيس الوفد البرلماني المشارك في أشغال الدورة 48 للتنسيقية الأوروبية لدعم ومساندة الشعب الصحراوي (الأوكوكو) بلشبونة، أن الحضور القوي للوفد الجزائري بالعاصمة البرتغالية، يعكس مدى التزام الجزائر الثابت باحترام والدفاع عن مبدإ حق الشعوب في تقرير المصير.
وأكد تواتي في تصريح لـ “وأج”، قبل انطلاق أشغال ندوة “الأوكوكو”، أمس الجمعة، أن “الوفد الجزائري المشارك يضم أكثر من 16 نائبا يمثلون غرفتي البرلمان، إضافة إلى أعضاء من وفد اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، وهذا دعما للدبلوماسية الجزائرية المساندة لقضايا التحرر واحترام حقوق الإنسان”.
وبحسب النائب بالمجلس الشعب الوطني، فإن مشاركة الوفد البرلماني الجزائري تعكس سياسة الجزائر القائمة على احترام مبدإ حقوق الشعوب في تقرير المصير وتؤكد موقفها الثابت الذي يتوافق تماما مع “القانون الدولي الذي يطالب بالتنظيم السريع لاستفتاء لتمكين الشعب الصحراوي من حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير”.
وجدد التذكير بأن الجزائر، تحت قيادة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، “ووفاء لمبادئها الثابتة وقناعاتها الراسخة في مساندة الشعوب في تقرير مصيرها، تدعم الشعب الصحراوي في كفاحه، كما قدمت من قبل الدعم اللازم لعدد من الدول الإفريقية من أجل استرجاع سيادتها وحريتها”.
وأبرز النائب، أن مداخلات الوفد الجزائري ستركز على العديد من المسائل، لاسيما تثمين المكاسب التي حققتها القضية الصحراوية في الآونة الأخيرة، على رأسها القرار الذي تبنته اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، المعنية بالمسائل السياسية الخاصة وتصفية الاستعمار، في دورتها التاسعة والسبعين، والذي تناول قضية الصحراء الغربية، باعتبارها مسألة تتعلق بتصفية الاستعمار.
كما طالب القرار، اللجنة الخاصة المعنية بحالة تنفيذ إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة (لجنة 24)، بأن تواصل النظر في قضية الصحراء الغربية، باعتبارها إقليما خاضعا لإنهاء الاستعمار منه، وأن تقدم تقريرا عن ذلك إلى الجمعية العامة في دورتها الثمانين.
هذا بالإضافة -يضيف المتحدث- إلى التنويه بقرار محكمة العدل الأوروبية الذي ألغت من خلاله الاتفاقيات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والمغرب المتعلقة بالصيد البحري والمنتجات الزراعية والتي شملت الصحراء الغربية بطريقة غير شرعية.
كما سيطالب الوفد البرلماني الجزائري من جديد، بحسب السيد تواتي، بضرورة توسيع مهام بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء تقرير المصير بالصحراء الغربية (المينورسو)، لتشمل حقوق الإنسان ودراسة الوضع القائم بالأراضي المحتلة.
